السبت، 20 ديسمبر 2025

10:03 م

جوجل تطرح ميزة المكالمات العاجلة Expressive Calling بمكافحة التجاهل الرقمي

المكالمات الواردة

المكالمات الواردة

A A

يسعى الكثير من مستخدمي الهواتف الذكية إلى تجاهل المكالمات الواردة أحياناً، بافتراض أنها قد لا تحمل أهمية قصوى أو ربما تكون مكالمات ترويجية مزعجة، إلا أن هذا السلوك المتكرر قد يؤدي في كثير من الأحيان إلى فقدان مكالمات ضرورية وعاجلة جداً.

وللحد من هذه المخاطر التقنية المتزايدة، بدأت شركة جوجل في طرح ميزة برمجية مبتكرة تهدف إلى تمييز الاتصالات الهامة، وتسليط الضوء عليها بشكل بصري واضح يضمن انتباه المستقبل للرسالة الواردة.

أطلقت الشركة على هذه الوظيفة الجديدة اسم "Expressive Calling" داخل تطبيق الهاتف الرسمي، حيث تتيح للمتصل إمكانية وسم مكالمته بصفتها مكالمة طارئة قبل إجراء الاتصال الفعلي، وعند وصول المكالمة يظهر للمستقبل تنبيه مكتوب نصه "إنها حالة عاجلة" مرفقاً برمز صفارة إنذار حمراء، وتعمل جوجل حالياً على توفير هذه الميزة بشكل تدريجي لمستخدمي النسخة التجريبية من التطبيق، لاختبار مدى فعاليتها وتفاعل الجمهور معها قبل الإطلاق الشامل.

تجاوز القيود

تسمح هذه الميزة للمكالمات الموسومة بصفة العجلة بتجاوز وضع "عدم الإزعاج" المفعّل في الجهاز، أو على أقل تقدير تمييزها بنغمة أو اهتزاز مختلف يكسر حاجز الصمت الذي يفرضه المستخدم.

كما تضمن جوجل بقاء هذا الوسم التحذيري ظاهراً في سجل المكالمات الفائتة، مما يسهل على الشخص معرفة أي الاتصالات كانت تستوجب الرد السريع، ويشترط لتفعيل هذه الخاصية أن يكون طرفا الاتصال مستخدمين للنسخة التجريبية من تطبيق جوجل ومفعلين للميزة في آن واحد.

ظهرت التقارير الأولية حول هذه التقنية الجديدة عبر مصادر تقنية موثوقة مثل "Android Police"، بينما لا تزال جوجل تلتزم الصمت الرسمي بانتظار اكتمال مرحلة الاختبارات الميدانية الواسعة.

وقد أحدث هذا التوجه انقساماً ملحوظاً في آراء مجتمع التقنية والمدونين، فبينما يرى البعض أنها أداة إنقاذ ضرورية في الحالات الطارئة، يخشى آخرون من تحولها إلى وسيلة جديدة للإزعاج الرقمي، خاصة إذا تم استغلالها من قبل شركات التسويق الهاتفي.

مخاوف الاستخدام

أبدى مستخدمون عبر منصة "Reddit" تخوفهم من أن تصبح صفارة الإنذار الحمراء أداة في يد مرسلي البريد العشوائي، حيث يمكن للمتصلين المزعجين وسم مكالماتهم بأنها عاجلة لاختراق خصوصية المستخدم وجذب انتباهه بشكل غير قانوني، مما قد يؤدي في النهاية إلى فقدان الثقة في الميزة تماماً وتحولها إلى عبء تقني إضافي.

وسيعتمد مستقبل هذه الوظيفة واستمرارها بعد المرحلة التجريبية على قدرة مهندسي جوجل، في وضع ضوابط صارمة تمنع التلاعب وتضمن حماية المستخدمين.

تدرس جوجل حالياً إضافة خوارزميات ذكاء اصطناعي قادرة على رصد أنماط الاستخدام غير الصحيحة لهذه الميزة، بحيث يتم حظر وسم العجلة عن الحسابات التي تستخدمه بشكل مفرط أو غير صادق.

وهذا التوجه يعكس رغبة الشركة في الموازنة بين توفير قنوات اتصال فعالة للحالات الحرجة، وبين الحفاظ على جودة تجربة المستخدم ومنع تحول هاتفه إلى مصدر للقلق الدائم، مما يمهد الطريق لجيل جديد من الاتصالات الذكية التي تراعي السياق البشري.

مستقبل الاتصال

يتوقع الخبراء أن تدمج جوجل هذه الميزة مع مساعدها الذكي لتمكينه من الرد على المكالمات العاجلة وفلترتها آلياً، حيث يمكن للمساعد طرح أسئلة محددة للتأكد من طبيعة الحالة قبل تفعيل صفارة الإنذار على شاشة المستخدم الرئيسية.

ويمثل هذا التطور خطوة هامة في مسار تحويل تطبيق الهاتف التقليدي إلى منصة تفاعلية متكاملة، تدرك قيمة الوقت وأهمية اللحظة، وتساعد البشر على التواصل بفعالية أكبر في عالم يزداد فيه الضجيج الرقمي والاتصالات غير المرغوبة.

يظل المستخدم هو المتحكم الأول والأخير في تفعيل أو تعطيل هذه الميزة من إعدادات الخصوصية الخاصة به، مما يمنحه سلطة كاملة على كيفية استقبال التنبيهات ونوعية الضوضاء التي يسمح بها داخل مساحته الشخصية.

ومع استمرار التجارب البرمجية يتضح أن جوجل تسعى جاهدة لجعل نظام أندرويد أكثر إدراكاً للاحتياجات الإنسانية الملحة، عبر أدوات بسيطة في فكرتها ولكنها قد تكون منقذة للحياة في المواقف التي لا تتحمل التأخير أو التجاهل العفوي من قبل المستقبل.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً