إنستجرام يفرض قواعد جديدة للهاشتاجات لتعزيز دقة اكتشاف المحتوى

أعلنت شركة "ميتا" رسمياً عن تحديث جوهري يغير طريقة التعامل مع الوسوم على منصة إنستجرام، حيث تقرر تقليص العدد المسموح به من الهاشتاجات إلى خمسة فقط لكل منشور، وذلك في إطار سعي المنصة الدائم لتحسين تجربة المستخدم وتطوير آليات البحث عن المحتوى الرقمي المتميز والمتخصص.

تهدف هذه الخطوة الجريئة إلى وضع حد لظاهرة إغراق المنشورات بعشرات الهاشتاجات العشوائية وغير ذات الصلة، إذ تسعى المنصة لتعزيز جودة الوصول عبر خوارزميات ذكية تعتمد على الدقة بدلاً من الكمية، مما يضمن ظهور المنشورات للمهتمين الحقيقيين بالموضوعات المطروحة بعيداً عن التشويش الرقمي.

أكد آدم موسري رئيس إنستجرام عبر قناته الرسمية أن المعيار الجديد يركز على النوعية ومدى ارتباط الوسم بالمحتوى الفعلي، مشيراً إلى أن التحديث يمثل استجابة لتقارير تقنية أكدت أن كثرة الهاشتاجات لم تعد تساهم في زيادة التفاعل كما كانت تفعل في العقد الماضي من عمر المنصة.

جودة المحتوى

يعكس قرار تقليص الوسوم رغبة إنستجرام في توجيه صناع المحتوى نحو استراتيجيات أكثر ذكاءً واحترافية، حيث لم يعد مسموحاً باستخدام ثلاثين وساماً كما كان متبعاً منذ عام ألفين وأحد عشر، بل بات لزاماً على كل مستخدم اختيار أكثر الكلمات دقة لضمان تصنيف منشوره ضمن القوائم الصحيحة والمستهدفة.

تساعد القواعد الجديدة في جعل المنشورات أكثر وضوحاً في محركات البحث الداخلية وضمن التوصيات المقترحة، إذ تساهم الوسوم المحددة في تدريب الخوارزميات على فهم طبيعة الصور ومقاطع "الريلز" بشكل أسرع، مما يرفع من فرص ظهورها أمام فئات جماهيرية مهتمة بشكل خاص بنوعية المحتوى المقدم.

يرى الخبراء أن هذا التوجه يخدم العلامات التجارية وصناع المحتوى المتخصصين في مجالات الجمال والسفر والتقنية، حيث سيكون عليهم الآن اختيار وسوم تعبر بدقة عن تفاصيل المحتوى، مما يساهم في بناء مجتمعات رقمية أكثر ترابطاً واهتماماً بالمنتج البصري الذي يتم مشاركته يومياً بانتظام.

آليات البحث

تعتبر الهاشتاجات منذ تقديمها للمرة الأولى ميزة أساسية لا غنى عنها لاكتشاف الاهتمامات المشتركة بين المستخدمين، ومع التحديث الجديد يسعى التطبيق لتمكين المستخدم من الوصول لما يبحث عنه بضغطة زر واحدة وبنتائج دقيقة، بعيداً عن النتائج المضللة التي كانت تسببها الوسوم العامة والكثيرة والمكررة.

تؤكد منصة إنستجرام أن الدقة في استخدام الكلمات المفتاحية تجعل المنشورات أكثر رواجاً في القوائم العالمية، حيث يتم التركيز حالياً على تعزيز التوصيات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي، والتي تتطلب بيانات دقيقة ومحددة لتوجيه المحتوى الصحيح للمستخدم المناسب في الوقت المثالي والمكان الجغرافي المطلوب فعلياً.

يواجه صناع المحتوى حالياً تحدياً جديداً يتطلب منهم دراسة سلوك المتابعين بعناية فائقة قبل اختيار الوسوم الخمسة، إذ لم يعد هناك مجال للتجربة العشوائية أو استخدام كلمات رنانة لا تمت للموضوع بصلة، بل أصبح التخصص هو المفتاح الوحيد لتحقيق الانتشار والوصول للأرقام القياسية في التفاعل والمتابعة.

اكتشاف دقيق

تطبق ميتا هذه المعايير بشكل صارم على كافة أنواع المحتوى بما في ذلك الصور الثابتة ومقاطع الفيديو القصيرة، سعياً منها لتوحيد لغة التواصل البصري وجعلها أكثر تنظيماً وفائدة للجمهور العريض، مما يقلل من ظهور المحتوى غير المرغوب فيه أو الذي يهدف للتلاعب بالخوارزميات عبر حشو الكلمات المفتاحية.

يشير التقرير التقني الأخير إلى أن المستخدمين يميلون للتفاعل مع المنشورات التي تبدو أكثر وضوحاً وتحديداً، وهو ما جعل إنستجرام تتبنى هذه السياسة لضمان استمرارية بقاء المستخدمين لفترات أطول داخل التطبيق، عبر توفير محتوى يطابق توقعاتهم واهتماماتهم الشخصية التي يعبرون عنها من خلال عمليات البحث اليومية.

تتوقع الأوساط التقنية أن تتبع منصات اجتماعية أخرى هذا النهج في المستقبل القريب لتقليل الضجيج الرقمي، حيث يبقى إنستجرام هو الرائد في تغيير قواعد اللعبة بما يخدم المبدعين، ويضمن لهم بيئة رقمية نظيفة تعلي من قيمة العمل الجيد والمدروس على حساب المحتوى العشوائي المعتمد على الكم والعدد.

يستمر إنستجرام في كونه المنصة الأبرز لمشاركة الصور واللحظات المميزة عبر أدوات بحث متطورة وسهلة، ومع تطبيق قاعدة الخمسة هاشتاجات يدخل التطبيق عصراً جديداً من التنظيم، يضع مصلحة المستخدم في المقام الأول ويحفز المبدعين على بذل مزيد من الجهد في اختيار كلماتهم بعناية فائقة واحترافية.