هواوي تكتسح سوق الساعات الذكية وتتجاوز 150 مليون وحدة مباعة

كشف تقرير حديث صادر عن مؤسسة IDC المتخصصة في أبحاث السوق العالمية، عن قفزة هائلة في مبيعات الأجهزة الذكية القابلة للارتداء خلال عام 2025 الحالي، حيث تجاوزت شحنات السوق حاجز 150 مليون وحدة خلال الأشهر التسعة الأولى فقط، محققة زيادة سنوية لافتة بلغت 10% مقارنة بالعام الماضي.

تصدرت الساعات الذكية المشهد التقني العالمي بحصة بلغت 120 مليون وحدة مشحونة، ليسجل هذا القطاع ارتفاعاً بنسبة 7.3% على أساس سنوي في ظل تنافس محموم، بينما شهدت أجهزة تتبع اللياقة البدنية البسيطة نمواً مفاجئاً بنسبة 21.3%، لتصل مبيعاتها إلى 32.86 مليون وحدة مدفوعة بالطلب المتزايد على الخيارات الاقتصادية.

ساهم الوعي الصحي المتنامي لدى المستهلكين في دفع عجلة النمو لهذا السوق الرقمي، حيث أصبحت الساعات الذكية أداة حيوية لا غنى عنها في مراقبة النشاط الحيوي، وهو ما دفع الشركات الكبرى لتعزيز ابتكاراتها في مجالات تتبع ضربات القلب ومستويات الأكسجين، لتتحول هذه الأجهزة من مجرد إكسسوارات تكنولوجية إلى مرافق صحي دائم.

ريادة هواوي

واصلت شركة هواوي الصينية تربعها على عرش السوق العالمي بفضل النجاح الباهر لسلسلتي Huawei Watch GT 6 وGT 6 Pro، حيث سجلت الشركة شحنات إجمالية بلغت 28.6 مليون وحدة خلال عام 2025، كان نصيب السوق الصيني المحلي منها نحو 20.8 مليون وحدة، مما يعكس هيمنة الشركة المطلقة في موطنها الأم وقوة سلاسل إمدادها.

حققت شركة شاومي طفرة نوعية كبرى وضعتها في المركز الثاني عالمياً كأسرع الشركات نمواً بين الخمسة الكبار، إذ شحنت 27.9 مليون وحدة بفضل استراتيجيتها القائمة على التوازن بين السعر والمواصفات، حيث لاقت موديلات Xiaomi Smart Band 10 وسلسلة Redmi Watches رواجاً منقطع النظير في أسواق جنوب شرق آسيا وأميركا الجنوبية.

تعتمد شاومي في خطتها التوسعية على استهداف الفئات الشابة والباحثين عن الأجهزة الاقتصادية، وهو ما مكنها من تقليص الفجوة مع العملاق هواوي بشكل كبير، لتصبح المنافس الشرس الذي يهدد خريطة توزيع الحصص السوقية التقليدية، خاصة مع استمرارها في طرح إصدارات متطورة بأسعار لا تقبل المنافسة في الأسواق الناشئة والمتحفزة تقنياً.

صراع العمالقة

احتلت شركة آبل المركز الثالث عالمياً بتركيز استراتيجي على الموديلات المتوسطة والعالية التي توفر ميزات اتصال ثورية، حيث أدمجت الشركة تقنيات الجيل الخامس 5G وخاصية المراسلة عبر الأقمار الصناعية في ساعاتها الأخيرة، مما حافظ على جاذبية علامتها التجارية لدى شريحة المستخدمين الباحثين عن الرفاهية الرقمية والحلول الأمنية المتقدمة.

بدأت شركة سامسونج رحلة التعافي السريع بعد فترة تراجع شهدتها في النصف الأول من العام الجاري، مستندة في عودتها القوية إلى إطلاق ساعتي Galaxy Watch8 وGalaxy Watch8 Classic، واللتين ساهمتا بشكل مباشر في رفع أرقام الشحنات السنوية للعملاق الكوري، وتعزيز موقعه كمنافس رئيسي في قطاع الساعات التي تعمل بنظام Wear OS المطور.

تتوقع تقارير IDC أن يستمر هذا الزخم في النمو خلال العام المقبل بفضل دمج تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتطوير مستشعرات طبية أكثر دقة قادرة على التنبؤ بالأزمات الصحية قبل وقوعها، مما سيجعل المنافسة لا تقتصر على التصميم الخارجي فقط، بل تمتد لتشمل ذكاء النظم البرمجية وقدرتها على تحليل البيانات الضخمة للمستخدمين.

مستقبل الابتكار

أكد خبراء التقنية أن التحول نحو الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الأجهزة القابلة للارتداء سيعيد تعريف مفهوم المساعد الشخصي، حيث ستصبح الساعة قادرة على تقديم نصائح رياضية وغذائية مخصصة بناءً على الحالة الفسيولوجية اللحظية، وهو ما يفتح آفاقاً استثمارية جديدة لشركات الاتصالات ومطوري التطبيقات الصحية حول العالم.

يستفيد كافة المصنعين الكبار من هذه الموجة الابتكارية وليس آبل وحدها كما كان يعتقد سابقاً، فالشركات الآسيوية مثل هواوي وشاومي أثبتت قدرتها على قيادة دفة التغيير التقني، من خلال تقديم بطاريات تدوم لفترات أطول وشاشات أكثر وضوحاً تحت أشعة الشمس، مما خلق توازناً صحياً في السوق يصب في النهاية لصالح المستهلك النهائي.