الثلاثاء، 23 ديسمبر 2025

07:56 م

ورطة تقنية.. ساحر أمريكي يفقد السيطرة على جسده الإلكتروني

شريحة

شريحة

ياسين عبد العزيز

A A

يواجه الساحر وعالم الأحياء الجزيئية "تينغ وانغ" المقيم في ولاية ميزوري الأمريكية، موقفاً يجمع بين الطرافة والتعقيد التقني المزعج في آن واحد، بعدما فقد القدرة على التحكم في شريحة إلكترونية زرعها داخل يده منذ سنوات طويلة، لاستخدامها في تقديم خدع سحرية مبتكرة تبهر جمهوره ومتابعيه.

نشر وانغ قصته الغريبة عبر حسابه الشخصي على منصة فيسبوك، مرفقاً صورة للأشعة السينية تظهر بوضوح الجسم الغريب القابع بين إبهامه وسبّابته، حيث تحولت هذه الرقاقة من أداة للإثارة والغموض إلى مجرد قطعة معدنية صامتة، تسكن جسده دون أن يمتلك مفتاح تشغيلها البرمجي.

استخدم الساحر في البداية تقنية التعرف عبر الترددات اللاسلكية المعروفة باسم "RFID"، وهي نفس التقنية المستخدمة في بطاقات المترو وتتبع المنتجات في المخازن العالمية، ليتمكن الجمهور من مسح يده بهواتفهم الذكية وتفعيل روابط رقمية، تظهر نتائجها كجزء من عرض سحري حديث ومتطور.

مخاطر الزرع

اكتشف وانغ مع مرور الوقت أن العملية تفتقر إلى عنصر الإبهار المطلوب، إذ كان الضغط المتكرر لهواتف الجمهور على يده للبحث عن موضع القارئ يقتل الغموض السحري، ويحول العرض إلى محاولة تقنية فاشلة ومملة، مما دفعه للتوقف عن استخدامها في عروضه المسرحية الحية.

قرر وانغ لاحقاً إعادة برمجة الشريحة لتخزين عنوان عملة "البيتكوين" الرقمية، وربطها بصورة فكاهية على منصة مشاركة الصور الشهيرة "إيمجر" لتغيير وظيفتها الأصلية، إلا أنه صُدم قبل عدة سنوات عندما حاول تعديل البيانات مرة أخرى، ليتضح أنه نسي تماماً كلمة المرور السرية.

تطرح هذه الواقعة تساؤلات أخلاقية وتقنية عميقة حول توجه شركات كبرى، مثل شركة "نيورالينك" المملوكة للملياردير إيلون ماسك، لزرع رقائق في الدماغ البشري، حيث تبرز قصة وانغ كتحذير حي من مخاطر الاعتماد الكلي على تقنيات قد نفقد السيطرة عليها ببساطة.

نسيان مكلف

أوضح وانغ أن محاولات استعادة الوصول إلى "تقنيات جسده" باءت بالفشل الذريع، حيث أخبره أصدقاؤه المختصون في البرمجة أن الحل الوحيد يتطلب ارتداء قارئ خاص لأسابيع طويلة، لتجربة كافة الاحتمالات الممكنة لكسر الرمز السري، وهو أمر يبدو مستحيلاً ومرهقاً من الناحية العملية.

تعيد هذه الحادثة للأذهان قصصاً مشابهة لمغامرين تقنيين زرعوا شرائح اتصالية في أجسادهم، ثم وجدوا أنفسهم مجرد "بشر آليين" عديمي الفائدة بسبب ضياع الرموز أو توقف دعم الشركات المصنعة، مما يجعل من جسد الإنسان ساحة لتجارب برمجية قد تنتهي بالفشل التقني التام.

يصف وانغ حالته الحالية بأنها مزيج من الإزعاج والضحك في الوقت ذاته، فبينما عادت الروابط الخارجية للعمل بشكل تلقائي مؤخراً، يظل هو عاجزاً عن تعديل أي بيانات داخل يده، ليبقى أسيراً لذاكرته التي خانته في لحظة حرجة، تركت أثراً تقنياً دائماً تحت جلده.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً