واجهة ChatGPT الجديدة تتحول إلى منصة تحرير نصوص متكاملة

أطلقت شركة OpenAI ميزة "كتل التنسيق" الثورية لتغيير طريقة تفاعل المستخدمين مع الذكاء الاصطناعي، حيث تهدف هذه الخطوة إلى تحويل الروبوت من مجرد وسيلة للدردشة إلى محرر مستندات احترافي ومتطور، مما يسمح بتكييف واجهة الاستخدام تلقائياً بناءً على نوع المهمة التي يطلبها المستخدم في كل مرة.

تساعد الميزة الجديدة في معالجة الفجوة الكبيرة التي كانت تواجه كتاب المحتوى والمسوقين والموظفين، إذ كان النظام يعرض جميع المخرجات البرمجية والنصية كجزء من سياق الدردشة التقليدي الممل، وهو ما كان يصعب عمليات النسخ واللصق والتنسيق اللاحق في البرامج الخارجية مثل وورد أو مستندات جوجل.

بدأت الميزة في الظهور تدريجياً لجمهور المستخدمين حول العالم دون ضجيج إعلامي كبير من الشركة الأم، وتعكس هذه الخطوة رغبة أوبن إيه آي في الاستحواذ على حصة أكبر من سوق الإنتاجية الرقمية، عبر تقديم أدوات بصرية تجعل مخرجات النماذج اللغوية الكبيرة تبدو أكثر واقعية وعملية في بيئات العمل.

تحرير احترافي

يظهر صندوق تنسيق ذكي وتلقائي بمجرد قيام المستخدم بتحديد أي جزء من النص المولد داخل الواجهة، حيث ينبثق شريط أدوات مصغر يضم خيارات التعديل الأساسية التي يحتاجها أي كاتب محترف، مما يوفر تجربة تحرير فورية وسلسة تمنح المستخدم تحكماً كاملاً في مظهر الوثيقة النهائي قبل تصديرها.

تسمح الأدوات الجديدة بإجراء عمليات التغميق والإمالة وتغيير العناوين داخل مناطق النصوص الغنية والمسودات، وهو ما يشبه إلى حد كبير شريط الأدوات الموجود في تطبيقات البريد الإلكتروني مثل جيميل، مما يقلل من الحاجة إلى الانتقال بين نوافذ المتصفح المختلفة لتعديل صياغة الجمل أو ترتيب الفقرات المكتوبة.

تسعى OpenAI من خلال هذا التغيير البصري إلى معالجة النصوص ككتل مستقلة قابلة للتعديل والنمو، حيث لم يعد الرد مجرد فقاعة كلامية عابرة بل صار مستنداً رقمياً يتفاعل مع مدخلات المستخدم، مما يعزز من قيمة ChatGPT كأداة لا غنى عنها في صياغة المقالات الطويلة والتقارير المالية والرسائل الرسمية.

مستندات ذكية

يتحول ChatGPT بفضل هذا التحديث إلى معالج نصوص ذكي ينافس أعتى البرمجيات المكتبية التقليدية، حيث يتم عرض المسودات كمستندات منسقة وجاهزة للنشر المباشر دون عناء إعادة التنسيق اليدوي، وهو ما يرفع من كفاءة العمل ويوفر وقتاً ثميناً للمستخدمين الذين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي في إنتاجهم اليومي.

أكدت التقارير التقنية أن الشركة تخطط لدعم تنسيقات إضافية وأكثر تعقيداً في التحديثات المستقبلية القريبة، مما يفتح الباب أمام إدراج الجداول والرسوم البيانية المنسقة بشكل احترافي داخل كتل المحتوى، ليتجاوز النظام دوره الحالي كمساعد دردشة بسيط ويصبح منصة إنتاج شاملة ومنافسة لمنصات العمل السحابي الشهيرة.

يشير الخبراء إلى أن هذا التطور يمثل مرحلة نضج جديدة في تكنولوجيا النماذج اللغوية واسعة النطاق، حيث لم يعد التركيز منصباً فقط على جودة المعلومات بل امتد ليشمل تجربة الاستخدام وتسهيل دمجها في سلاسل العمل، وهو ما يضمن بقاء الشركة في صدارة المشهد التقني العالمي وسط منافسة شرسة من جوجل ومايكروسوفت.

تستمر OpenAI في طرح الميزة بشكل تدريجي لضمان استقرار الواجهة البرمجية لدى جميع المشتركين، وسيشهد عام 2026 تحولات أعمق في كيفية تعامل الروبوت مع الملفات المرفقة وتنسيقاتها المعقدة، مما يجعل من ChatGPT المحرر الرقمي الأول الذي يفهم المحتوى ويقوم بتنسيقه جمالياً وفنياً في آن واحد وبدقة مذهلة.