الثلاثاء، 30 ديسمبر 2025

05:53 م

مايكروسوفت تطور مستكشف الملفات لتعزيز أداء ويندوز 11 وتحسين البحث

Windows 11 File Explorer

Windows 11 File Explorer

ياسين عبد العزيز

A A

تبذل شركة مايكروسوفت جهوداً حثيثة لتطوير نظام التشغيل ويندوز 11 عبر حزمة من التحديثات البرمجية الذكية، حيث ركزت في الآونة الأخيرة على معالجة المشكلات التقنية التي تواجه مستكشف الملفات التاريخي، وذلك بهدف تقليل الضغط الكبير الذي يمارسه النظام على موارد الأجهزة المكتبية والمحمولة، لضمان تجربة مستخدم أكثر مرونة واستجابة في ظل تزايد حجم البيانات المخزنة وتنوعها.

تستهدف الخطوات التقنية الجديدة التي كشفت عنها الشركة تقليص استهلاك الذاكرة العشوائية بشكل ملحوظ عند تصفح المجلدات، إذ يعمل التحديث الأخير الذي تم طرحه في نسخة Insider Preview على إعادة هيكلة عمليات الفهرسة المعقدة، من خلال إلغاء العمليات الزائدة والمهام المتكررة التي كانت تستنزف قدرات المعالج والذاكرة دون تقديم قيمة حقيقية، مما يمنح الجهاز سرعة فائقة أثناء التنقل بين الملفات المختلفة.

تحسين الأداء

تعتمد الآلية الجديدة في العمل على إلغاء تكرار جلسات الفهرسة التي كانت تستهلك الذاكرة بشكل عشوائي وغير مبرر، بحيث يكتفي مستكشف الملفات بفحص المسارات المطلوبة مرة واحدة فقط بدل إعادة مسحها عبر الأقراص المتعددة، وهو ما يساهم في خفض استهلاك الطاقة وإطالة العمر الافتراضي لوحدات التخزين، عبر تقليل عمليات القراءة والكتابة المكثفة وغير الضرورية التي كانت تتم سابقاً بصورة آلية ومستمرة.

يساهم هذا التحول الجذري في طريقة إدارة البيانات في جعل البحث داخل الملفات أسرع وأكثر كفاءة من أي وقت مضى، خاصة عند التعامل مع الأجهزة القديمة أو تلك التي تمتلك سعة ذاكرة محدودة لا تتجاوز 8 جيجابايت، حيث يشعر المستخدم بفارق ملموس في سرعة ظهور النتائج بمجرد البدء في كتابة اسم الملف المطلوب، مما يوفر الكثير من الوقت والجهد خلال ساعات العمل اليومية المزدحمة.

سرعة البحث

تشير التقارير الفنية المبكرة الصادرة عن المختبرات التقنية إلى أن أداء البحث قد يتضاعف ليصل إلى 2 مرتين في بعض الحالات، ورغم أن الشركة لم تضع أرقاماً نهائية وثابتة لحجم التوفير في استهلاك الذاكرة حتى هذه اللحظة، إلا أن المؤشرات الأولية تؤكد أن التحديث يمثل حلاً جذرياً لمشكلة البطء التي عانى منها الملايين، مما يعزز من مكانة ويندوز 11 كبيئة عمل مستقرة واحترافية.

يتوفر التحديث حالياً وحصرياً لمجتمع مستخدمي Windows Insiders الذين يعملون على قنوات Dev و Beta عبر البناء رقم 26220.7523، حيث تهدف مايكروسوفت من هذه الخطوة إلى جمع الملاحظات النهائية والتأكد من عدم وجود ثغرات تقنية قبل الطرح العام، ومن المتوقع أن يصل هذا التحديث رسمياً لجميع المستخدمين حول العالم في أواخر شهر يناير أو فبراير من عام 2026 القادم.

كفاءة النظام

تمثل هذه الخطوة استجابة مباشرة من مايكروسوفت للشكاوى المتكررة التي أطلقها المستخدمون حول ثقل النظام واستهلاكه المفرط للموارد، خاصة مع الارتفاع الملحوظ في أسعار قطع الغيار ومكونات التخزين والرام في الأسواق العالمية خلال الفترة الماضية، مما جعل من الضروري توفير حلول برمجية ذكية تضمن استمرارية الأداء العالي دون الحاجة إلى ترقية المكونات الصلبة للجهاز بشكل مكلف ومرهق للميزانية.

يؤكد الخبراء أن هذا التحديث لا يحمل تغييرات بصرية ضخمة أو واجهات رسومية جديدة قد تشتت انتباه المستخدم العادي، بل يركز بشكل أساسي على "الجوهر التقني" والبرمجيات الخلفية التي تدير عمليات الإدخال والإخراج بكل هدوء، وهو التوجه الذي يفضله قطاع واسع من المحترفين والمبرمجين الذين يبحثون عن السرعة والاعتمادية، بعيداً عن الميزات الجمالية التي قد تؤثر سلباً على استقرار النظام العام.

تخطط مايكروسوفت لدمج المزيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي في عمليات البحث المستقبلي لزيادة الدقة في استخراج النتائج، لكنها تدرك تماماً أن الأساس يبدأ من تحسين شيفرة مستكشف الملفات البرمجية وجعلها أكثر رشاقة، وهذا ما يفسر الاهتمام الكبير بهذا التحديث البسيط في ظاهره والعميق في تأثيره، حيث ينتظر الجميع بفارغ الصبر رؤية النتائج الفعلية على أرض الواقع عند إطلاق النسخة النهائية والمستقرة للجمهور.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً