الجمعة، 09 مايو 2025

09:32 م

tru

Meta تعتمد تسجيلات المحادثات في نظاراتها الذكية

نظارات ميتا الذكية

نظارات ميتا الذكية

ياسين عبد العزيز

A A

أعلنت شركة Meta عن تحديث جديد في سياسات الخصوصية الخاصة بنظاراتها الذكية Ray-Ban، يتيح استخدام تسجيلات المحادثات الصوتية في تدريب وتطوير أنظمتها المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، وهي خطوة أثارت جدلاً واسعاً بين المستخدمين والمراقبين التقنيين بسبب تأثيرها المباشر على أمن البيانات الشخصية وخصوصية الأفراد.

وتُعد هذه التحديثات جزءاً من خطة Meta لتوسيع استخدام الذكاء الاصطناعي ضمن أجهزتها القابلة للارتداء، وخصوصاً في ظل السباق المتزايد بين الشركات العالمية على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي أكثر دقة وسرعة.

آلية التسجيل

سيبدأ تطبيق هذه التغييرات في أواخر أبريل 2025، ووفقاً للبيان الرسمي الصادر عن Meta، يمكن للمستخدمين تفعيل ميزة التسجيل التلقائي باستخدام الأمر الصوتي "Hey Meta"، ما يسمح للنظارات بتسجيل المحادثات تلقائياً دون أي تأكيد إضافي من المستخدم.

وتوفر الشركة خياراً لتعطيل الميزة من إعدادات الخصوصية، غير أن تفعيلها سيكون هو الوضع الافتراضي، وهو ما أثار انتقادات حادة من قبل الخبراء في مجال الحماية الرقمية، الذين يرون أن هذه الخطوة تقلل من سيطرة المستخدم على بياناته الشخصية.

وتوضح الشركة أن التسجيلات الصوتية ستُحتفظ بها لمدة تصل إلى 90 يوماً، حتى في الحالات التي يتم فيها تفعيل الميزة عن طريق الخطأ.

تحديات الخصوصية

أثار القرار موجة قلق واسعة، إذ أشار باحثون إلى أن قدرة النظارات على تسجيل المحادثات في الخلفية قد تؤدي إلى انتهاكات خصوصية غير مقصودة، خاصة في الأماكن العامة أو أثناء التفاعل مع أشخاص آخرين دون علمهم بوجود تسجيل.

Ray-Ban

ويشير مراقبون إلى أن ميزة الحذف الكامل لأي تسجيل تتضمن حذف المحادثة بالكامل، مما يصعب على المستخدمين استرجاع أي معلومات أو مراجعتها لاحقاً، ويدعو بعضهم إلى فرض إجراءات رقابة أكثر صرامة، أو على الأقل توفير تحكم أوسع للمستخدم في ما يُسجَّل وكيفية استخدامه.

سباق السوق

تأتي هذه السياسة الجديدة في وقت تعمل فيه Meta على توسيع انتشار نظاراتها الذكية إلى أسواق جديدة مثل الهند، في محاولة لتعزيز حصتها من سوق الأجهزة القابلة للارتداء، وخصوصاً في ظل منافسة مباشرة مع شركات مثل Amazon، التي أعلنت مؤخراً عن استخدامها لتسجيلات مساعدها الصوتي "أليكسا" في تطوير أداء الذكاء الاصطناعي لديها.

ويتجه هذا التوجه إلى الاعتماد على بيانات حقيقية من المستخدمين في بيئات الحياة اليومية، بهدف تحسين قدرات النماذج الصوتية على فهم السياقات المختلفة والاستجابة بدقة.

ومع ذلك، يرى البعض أن الشركات تتجه بشكل متزايد نحو التضحية بجوانب الخصوصية من أجل تحقيق مكاسب تقنية وتجارية، وهو ما يعيد إلى الأذهان المخاوف السابقة التي رافقت انتشار مكبرات الصوت الذكية مثل Google Home وAmazon Echo، وكذلك الهواتف التي تجمع بيانات المستخدمين دون إشعار واضح.

تطالب جهات معنية بحقوق المستهلك والبيانات، بضرورة توفير مستويات أعلى من الشفافية، بحيث يتم توضيح كيفية استخدام التسجيلات، ومن يمكنه الوصول إليها، وما إذا كان هناك طرف ثالث يتعامل مع هذه البيانات.

كما يدعو بعض المختصين إلى توفير إشارات مرئية واضحة على النظارات تشير إلى بدء التسجيل، مما يتيح للآخرين معرفة أن المحادثة تُسجل، ويقلل من احتمالات سوء الاستخدام.

search

أكثر الكلمات انتشاراً