نهاية Skype.. مايكروسوفت تُغلق المنصة وتدعو للانتقال إلى Teams

أعلنت شركة مايكروسوفت رسميًا عن إيقاف منصة Skype بشكل نهائي، منهية بذلك فصلًا طويلًا في تاريخ أدوات الاتصال الرقمي، وفتحت الشركة الباب أمام مستخدمي Skype للانتقال إلى النسخة المجانية من Microsoft Teams باستخدام حساباتهم الحالية، وبهذا يمكنهم الاحتفاظ بجهات الاتصال وسجل المحادثات دون الحاجة إلى إعدادات إضافية.

وأكدت مايكروسوفت أن بيانات المستخدمين ستظل متاحة للتصدير حتى يناير 2026، وبعد ذلك سيتم حذفها بالكامل، ووصفت الشركة هذه الخطوة بأنها جزء من جهودها لتبسيط خدمات الاتصال المجانية وتقديم تجربة موحدة للمستخدمين، واعتبرت أن الوقت قد حان لتوجيه الاستثمار نحو منصة واحدة أكثر تكاملاً وتطورًا.

قيود مفروضة

وبالرغم من هذا الانتقال، يواجه المستخدمون قيودًا تقنية واضحة عند اعتماد Teams كبديل مباشر لـ Skype، حيث تقتصر مكالمات الفيديو الجماعية على مدة 60 دقيقة فقط في النسخة المجانية، ولا يمكن للمستخدمين إجراء مكالمات مدفوعة أو إرسال رسائل قصيرة SMS باستخدام أرصدة Skype المتبقية، وبهذا تفقد المنصة الجديدة بعض الميزات التي ميزت Skype لعقود.

ورغم هذه الفروقات، توفر Teams واجهة حديثة مع تكامل أوسع مع خدمات مايكروسوفت الأخرى، مما يجعلها مناسبة أكثر للاستخدام المهني والعائلي في ظل الاعتماد المتزايد على العمل عن بُعد، ويُتوقع أن تركز الشركة على دعم هذا التطبيق بتحديثات دورية تساهم في تعويض الميزات المفقودة.

مسيرة تاريخية

وكان Skype قد انطلق في عام 2003 ليقدم واحدة من أولى منصات الاتصال المجاني عبر الإنترنت، وحقق انتشارًا عالميًا سريعًا، وبلغت شعبيته ذروتها في السنوات الأولى، حيث استخدمه الملايين حول العالم لإجراء مكالمات صوتية وفيديو ومشاركة الملفات، واستحوذت مايكروسوفت عليه في عام 2011 مقابل 8.5 مليار دولار في واحدة من أبرز صفقات التكنولوجيا وقتها.

واستمر Skype في تقديم خدماته خلال العقد التالي، واحتفظ بشعبية كبيرة رغم دخول منافسين جدد إلى السوق، مثل Zoom وGoogle Meet وWhatsApp، ومع ذلك لم يتمكن Skype من الحفاظ على زخمه في ظل التغيرات السريعة في أنماط الاستخدام وتفضيلات المستهلكين، وواجه انتقادات بشأن ضعف التحديثات وتأخر تطوير الميزات، وهو ما أدى إلى تراجع ملحوظ في عدد المستخدمين النشطين خلال السنوات الأخيرة.

واليوم، يُغلق Skype أبوابه بعد أكثر من 20 عامًا من الخدمة، ويطوي معه فصلًا تقنيًا كانت له بصمة واضحة في حياة ملايين المستخدمين حول العالم، وبهذا تنضم المنصة إلى قائمة طويلة من الخدمات التي غابت عن المشهد الرقمي رغم أهميتها في مرحلة ما.

وتأمل مايكروسوفت أن يُسهم الانتقال إلى Teams في توحيد تجربة المستخدمين عبر منصة واحدة تجمع بين الاتصال الشخصي والمهني، وتعدهم بتحسينات مستقبلية تعالج الفروقات بين النظامين.