الأحد، 15 يونيو 2025

06:39 م

tru

الرؤساء التنفيذيون يختفون.. الذكاء الاصطناعي يتحدث باسمهم رسميًا

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

ياسين عبد العزيز

A A

تشهد الشركات التقنية تحولًا جديدًا في طريقة تواصلها مع الجمهور والأسواق، فبدلًا من الظهور الفعلي للرؤساء التنفيذيين خلال المؤتمرات الصحفية أو إعلان النتائج المالية، بدأت بعض الشركات باستخدام نسخ رقمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي تمثل القادة التنفيذيين، وتؤدي مهامهم الإعلامية والتواصلية نيابة عنهم.

أفاتار كلارنا

شركة كلارنا السويدية، المعروفة بخدمات التقسيط الإلكتروني، اتخذت هذه الخطوة مؤخرًا، فقد نشرت مقطع فيديو يعرض نتائج الربع الأول من عام 2025، بلسان نسختها الرقمية من الرئيس التنفيذي سباستيان سيمياتكوفسكي. 

الفيديو كان مدته 83 ثانية، وتضمن عرضًا للأرقام والتحليلات بصوت وصورة الأفاتار الرقمي، الذي ظهر قائلًا: "إنه أنا، أو بالأحرى النسخة الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي مني".

أوضحت الشركة أن هذه النسخة الرقمية هي التي قدمت البيان بالكامل، دون تدخل بشري مباشر أثناء العرض.

وسبق لسيمياتكوفسكي أن أشار إلى أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي أدى إلى تقليص عدد الموظفين في الشركة، مما يفسر اعتماده المتزايد على التقنيات المؤتمتة، وأضاف أن هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها الأفاتار الخاص به في المناسبات الرسمية.

ذكاء اصطناعي

أفاتار زوم

شركة زوم، المعروفة بخدمات الاجتماعات المرئية، اتخذت خطوة مشابهة، والرئيس التنفيذي إريك يوان استخدم هو الآخر نسخته الرقمية خلال إعلان أرباح الربع الأول من العام الجاري. 

وقد ظهر الأفاتار في الفيديو وهو يقدم الجزء الأساسي من التقرير، مستخدمًا تقنية Zoom Clips المدمجة مع مساعد الذكاء الاصطناعي AI Companion.

وقال يوان في مداخلته: "أستخدم اليوم الأفاتار المُخصص من Zoom لعرض الجزء الخاص بي من تقرير الأرباح، وأنا فخور بكوني من أوائل الرؤساء التنفيذيين الذين يستخدمون الأفاتار في المناسبات الرسمية".
ورغم استخدامه للأفاتار، شارك يوان بنفسه في فقرة الأسئلة والأجوبة المباشرة، مؤكدًا إعجابه بالتجربة واستعداده لاستخدام النسخة الرقمية في مناسبات قادمة.

توأم رقمي

هذا التوجه يدخل ضمن استخدام أوسع لتقنية التوأم الرقمي أو Digital Twins، والتي تهدف إلى تمثيل الأشخاص رقميًا في المهام الرسمية، سواء في الاجتماعات أو العروض أو حتى في المؤتمرات، الهدف من هذه الخطوة هو تقليل الجهد البشري، وتوفير الوقت، وتسهيل الوصول إلى المعلومات بشكل أسرع وأكثر تنظيمًا.

التجارب التي قامت بها كل من كلارنا وزوم تفتح المجال أمام شركات أخرى لاعتماد نفس النموذج، خاصةً مع التطور السريع في قدرات الذكاء الاصطناعي على محاكاة الكلام، وتوليد الصورة الواقعية، والتفاعل الطبيعي.

كما تشير هذه الخطوات إلى بداية تغير في مفاهيم الحضور والتمثيل في بيئات العمل، فقد يصبح التفاعل الافتراضي الممثل رقميًا بديلًا مقبولًا وفعالًا عن الظهور الشخصي.

هذه الممارسات قد تؤدي لاحقًا إلى إعادة النظر في أدوار بعض الوظائف الإدارية، وتقود إلى إعادة هيكلة العلاقة بين التقنية والبشر في بيئات العمل اليومية.

search

أكثر الكلمات انتشاراً