سامسونج توسع طموحاتها إلى الفضاء بمشاريع جديدة وتقنيات مدارية

في تحول غير معتاد من شركة تشتهر بإلكترونيات المستهلك والهواتف الذكية، تتجه سامسونج نحو قطاع جديد تمامًا: تقنيات الفضاء. 

تقارير كورية حديثة كشفت عن خطة شاملة تسعى من خلالها الشركة إلى دخول سوق البنية التحتية الفضائية، وهو ما يشير إلى توجه استراتيجي بعيد المدى يتجاوز حدود الأرض.

المصادر الإعلامية التي تحدثت عن هذا التوجه أكدت أن سامسونج تعمل بصمت منذ أشهر على تأسيس مسارات جديدة لها داخل هذا القطاع الناشئ. 

وتشير التحركات الحالية إلى أن الطموح لا يتعلق فقط بمنتجات استهلاكية، بل بتطوير معدات يمكن استخدامها في المدار، وربما أبعد من ذلك.

مشروع فضائي

صحيفة The Korea Economy Daily أشارت إلى أن سامسونج تخطط لإنشاء منشأة جديدة مخصصة لتطوير مكونات خاصة بالبنية التحتية الفضائية، مثل أجزاء من المركبات الفضائية ومنصات الإطلاق.

هذا التوسع يبدو امتدادًا طبيعيًا لخبرات سابقة لدى الشركة، خصوصًا من خلال ذراعها الخاص بالصناعات الثقيلة، والذي سبق له تصنيع سفن عملاقة وتقنيات عسكرية متقدمة، دخول مجال الفضاء يشكل خطوة منطقية نحو الاستفادة من هذه الخبرات في نطاق أكثر تعقيدًا.

الشركة، وفقًا للتقارير، لا تنوي الاكتفاء بمكونات الإنتاج فقط، بل تسعى لتأسيس دورة تطوير وبحث متكاملة تمكنها من تقديم تقنيات فضائية متقدمة على المدى الطويل.

تعاون جامعي

ضمن الخطة الجديدة، دخلت سامسونج في شراكة مع جامعة سيول من خلال قسم هندسة الطيران، بهدف إنشاء مركز بحث وتطوير مشترك يركز على تقنيات الفضاء وتطبيقاتها.

هذا التعاون يعزز من فرص نقل المعرفة بين الأكاديميين والمهندسين الصناعيين، ويمهد الطريق لتطوير حلول جديدة في مجال الاتصالات الفضائية، وأنظمة الملاحة، والمواد المقاومة للإشعاع.

التقارير تؤكد أيضًا أن سامسونج بدأت بالفعل في اختبار رقائق أشباه الموصلات الخاصة بها في بيئات إشعاعية مرتفعة، وهي خطوة ضرورية لضمان قدرة هذه الرقائق على العمل ضمن ظروف المدار الأرضي.

إشارات أولية

يقال إن سامسونج وقعت اتفاقًا مع المعهد الكوري لعلوم الفضاء والفلك لإجراء اختبارات إشعاعية في الفضاء القريب، مما قد يمثل خطوة أولى نحو إطلاق وحدات اختبارية فعلية.

وتشير هذه المعلومات إلى أن سامسونج لا تدرس الفكرة فحسب، بل بدأت فعليًا في وضع الأسس التقنية لتنفيذها، على الرغم من عدم وجود إعلان رسمي حتى الآن.

طموح طويل

رغم أن هذه التحركات لا تزال ضمن نطاق التسريبات، إلا أن مجرد ظهور اسم سامسونج في سياق مشاريع فضائية يسلط الضوء على اتجاه جديد لدى الشركة نحو استكشاف أسواق غير تقليدية.

وإذا ثبتت هذه التقارير، فإن الشركة قد تكون في طريقها لتصبح لاعبًا جديدًا في مجال الفضاء، على غرار شركات مثل SpaceX وBlue Origin، ولكن بأسلوب مختلف يعتمد على البنية التحتية لا الإطلاق المباشر.