الأحد، 15 يونيو 2025

08:41 م

tru

ثورة بطاريات جديدة تَعِد بمدى 3000 ميل للسيارات الكهربائية بشحنة واحدة

السيارات الكهربائية

السيارات الكهربائية

A A

في ظل التحديات المستمرة التي تواجه سوق السيارات الكهربائية، يأتي ابتكار علمي جديد من كوريا الجنوبية ليعد بتغيير قواعد اللعبة رأسًا على عقب، فبينما لا يزال محدودية مدى القيادة من أبرز العقبات التي تعترض الانتشار الواسع للمركبات الكهربائية، يلوح في الأفق حل مبتكر قد ينهي القلق من نفاد الشحن في منتصف الطريق. 

هذا الابتكار، القائم على تحسين تصميم بطاريات الليثيوم-أيون باستخدام السيليكون، قد يرفع مدى القيادة في السيارة الكهربائية إلى أكثر من 3000 ميل بشحنة واحدة، وهي قفزة مذهلة مقارنة بمتوسط المدى الحالي البالغ 200 إلى 300 ميل.

تقنية السيليكون المعدلة

بحسب ما نقله موقع GreenCarStocks المتخصص، يعمل فريق بحثي من كوريا الجنوبية على تطوير تقنية جديدة للتحكم في تمدد السيليكون داخل بطاريات السيارات الكهربائية. 

ومن المعروف أن السيليكون، رغم فعاليته الكبيرة في تخزين الطاقة، يعاني من مشكلة تمدد حجمه بنسبة تصل إلى 300% عند الشحن والتفريغ، مما يؤدي إلى تآكل الأنود وتدهور أداء البطارية بسرعة.

لكن الابتكار الكوري يتمثل في طريقة جديدة لتحسين بنية الأنود المصنوع من السيليكون، ما يقلل التمدد ويحافظ على كفاءة البطارية لفترة أطول. 

ووفقًا للتجارب الأولية، فإن هذه التقنية يمكن أن ترفع سعة البطارية بمقدار عشرة أضعاف، الأمر الذي ينعكس مباشرة على مدى القيادة للسيارات الكهربائية، ويجعلها منافسًا حقيقيًا للسيارات التقليدية من حيث الراحة والاعتمادية.

نقلة في الاستخدام

إذا ما تم اعتماد هذه التقنية تجاريًا، فإنها ستُحدث تحولًا جذريًا في تجربة قيادة السيارات الكهربائية، خصوصًا في الرحلات الطويلة التي كانت تتطلب سابقًا تخطيطًا دقيقًا لمسارات الشحن، فمدى 3000 ميل يعني نظريًا إمكانية السفر من القاهرة إلى لندن دون الحاجة إلى شحن السيارة، وهو حلم كان يبدو بعيد المنال قبل أعوام قليلة فقط.

السيارات الكهربائية

وإلى جانب تقليل التوقفات المتكررة، سيسهم هذا التطور في طمأنة المستخدمين الجدد الذين كانوا مترددين في اقتناء سيارات كهربائية بسبب "قلق المدى"، وهي ظاهرة شائعة تعكس الخوف من انقطاع الشحن قبل الوصول إلى محطة التزويد.

استخدامات أوسع

لا تتوقف فوائد هذا الاكتشاف عند المركبات فقط، بل تمتد لتشمل مجالات الطاقة المتجددة مثل أنظمة تخزين الطاقة الشمسية، حيث يُعد تحسين أداء البطاريات شرطًا أساسيًا لنمو هذه القطاعات، كذلك يمكن أن تستفيد منه الأجهزة الإلكترونية المحمولة، والطائرات الكهربائية، وحتى البنية التحتية لشبكات الكهرباء الذكية.

ورغم أن التقنية لا تزال في مراحل البحث والتطوير، إلا أن اهتمام الشركات المصنعة بها يتزايد، وسط سباق عالمي نحو تقنيات تخزين طاقة أكثر كفاءة وصداقة للبيئة.

في نهاية المطاف، يمثل هذا الابتكار الكوري خطوة واعدة في مستقبل النقل المستدام، ويؤكد أن مسألة تطوير البطاريات هي المفتاح الأساسي للثورة الكهربائية المقبلة، سواء في الطرق أو المنازل أو المصانع، ويبدو أن حلم القيادة دون القلق من نفاد الشحن يقترب يومًا بعد يوم من أن يتحول إلى واقع ملموس.

search

أكثر الكلمات انتشاراً