الثلاثاء، 17 يونيو 2025

04:13 م

tru

ثورة تشخيصية عبر الهاتف.. أداة ذكاء اصطناعي لرصد اضطرابات العين بدقة

ذكاء اصطناعي

ذكاء اصطناعي

ياسين عبد العزيز

A A

ابتكر باحثون أداة تشخيصية متقدمة قادرة على كشف اضطرابات حركات العين العصبية من خلال كاميرا الهاتف الذكي فقط، مستعينين بالحوسبة السحابية وتقنيات التعلم العميق. 

الأداة الجديدة، التي طوّرها فريق من جامعة فلوريدا أتلانتيك (FAU)، تستهدف بشكل رئيس حالة "الرأرأة" أو nystagmus، وهي حركات لا إرادية وسريعة متكررة للعين، غالبًا ما ترتبط باضطرابات الجهاز العصبي والتوازن.

هذا التطوير الطبي الحديث يشكّل نقلة حقيقية، خصوصًا في ظل صعوبة تشخيص هذه الحالات بالطرق التقليدية المرتفعة التكلفة، مثل أنظمة Videonystagmography التي قد تتجاوز تكاليفها مئة ألف دولار وتتطلب تجهيزات ضخمة وبيئة سريرية متخصصة. 

أما التقنية الجديدة فتعِد بتقديم بديل ذكي، سهل الاستخدام، ومنخفض التكلفة، قادر على تغيير مستقبل الرعاية الصحية من بُعد.

طريقة العمل

تعتمد الأداة المبتكرة على خوارزمية تعلُّم عميق تتعقّب في الوقت الحقيقي نحو 468 نقطة مرجعية في وجه المستخدم، لتحديد وتحليل حركة العين بدقة متناهية، مع التركيز على قياس "سرعة الطور البطيء" وهي مؤشر أساسي في تحديد شدة الرأرأة.

 بعد تسجيل المقطع باستخدام الهاتف، يُرسل الفيديو إلى خادم سحابي مخصص لتحليله، ويجري بعد ذلك توليد تقرير طبي مفصل يمكن للأطباء مراجعته بسهولة.

الدراسة الأولية المنشورة في مجلة Cureus وشملت 20 مشاركًا، أظهرت توافقًا كبيرًا بين نتائج الأداة الذكية ونتائج الأجهزة الطبية المتخصصة، ما يؤكد موثوقية النموذج التشخيصي المعتمد على الذكاء الاصطناعي.

ذكاء اصطناعي

تشخيص محمول

واحدة من أبرز مزايا الأداة الجديدة هي أنها تتيح للمرضى إجراء التشخيص الأولي من منازلهم دون الحاجة لزيارة الطبيب، فقط باستخدام كاميرا هاتفهم الذكي، وهو ما يشكل حلاً جذريًا للمرضى في المناطق الريفية أو النائية الذين يصعب عليهم الوصول إلى مرافق متقدمة. 

ويقول الدكتور علي دانش، الأستاذ في جامعة FAU والمشرف على المشروع، إن النظام يوفر إمكانات واعدة قد تجعل من أدوات التشخيص التقليدية شيئًا من الماضي، خصوصًا في بيئات الرعاية الصحية عن بُعد.

وتُستخدم الخوارزمية بعد تدريبها على أكثر من 15 ألف مقطع فيديو لمراقبة حركات العين المختلفة، كما زُوِّدت بقدرات تصفية متقدمة لتجاهل الحركات غير التشخيصية مثل الرمش أو الإيماءات الطبيعية، مما يضمن دقة القراءات ويقلل من نسبة الأخطاء.

آفاق مستقبلية

الأداة ليست فقط وسيلة للتشخيص، بل تُعد إضافة نوعية في تسريع سير العمل السريري، حيث يمكن إدراج التقارير التلقائية الناتجة في ملفات السجلات الطبية الإلكترونية للمرضى، ما يسهل على الأطباء تتبع تطورات الحالات بمرور الوقت ومقارنتها مع بيانات سابقة. 

كما تُستخدم هذه التقارير في المتابعة الطبية عن بُعد، وإعادة التقييم بشكل دوري عبر رفع مقاطع فيديو جديدة من قبل المرضى أنفسهم.

يقول الدكتور هارشال سانغفي، المؤلف الرئيسي للدراسة: "رغم أن النموذج ما يزال في مرحلة مبكرة، فإننا نؤمن بقدرته على إحداث تحول جذري في رعاية المرضى الذين يعانون من اضطرابات عصبية أو دهليزية، فهو غير جراحي، سهل الاستخدام، ويمكن اعتماده في أي مكان: في العيادات، غرف الطوارئ، أو حتى المنازل".

يواصل الفريق العلمي في الوقت الراهن العمل على تحسين دقة النموذج، وزيادة قاعدة بيانات التدريب، إلى جانب السعي للحصول على اعتماد رسمي من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، وهو ما قد يمهد الطريق لاعتماده في نطاق واسع ضمن أنظمة الرعاية الصحية الحديثة.

بهذا الابتكار الجديد، يظهر كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دورًا محوريًا في توسيع نطاق الخدمات الطبية وجعلها أكثر عدالة وسهولة، لا سيما في الحالات التي تتطلب تشخيصًا دقيقًا وسريعًا مثل اضطرابات حركات العين والتوازن.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً