الجمعة، 11 يوليو 2025

06:33 م

tru

يوتيوب يتجه لتصفية المحتوى الرديء المنتج بالذكاء الاصطناعي

يوتيوب

يوتيوب

ياسين عبد العزيز

A A

تتحرك شركة يوتيوب بشكل رسمي لمواجهة موجة متزايدة من المحتوى الضعيف الناتج عن أدوات الذكاء الاصطناعي، وذلك بعد رصد انتشار واسع لفيديوهات منخفضة الجودة تعتمد على تقنيات مثل Sora وLuma وRunwayML وSynthesia وKling، والتي أصبحت منتشرة على المنصة دون تقديم أي محتوى ذي قيمة فعلية للمشاهدين، وهو ما دفع الشركة إلى مراجعة سياسات تحقيق الدخل من هذه المواد في محاولة لرفع مستوى الجودة وتعزيز حضور الإبداع البشري الحقيقي.

تحديثات حاسمة

أوضحت منصة يوتيوب في دليل شركائها الرسمي أنها ستبدأ، اعتبارًا من 15 يوليو 2025، في تنفيذ تحديثات أكثر صرامة على برنامج شركاء يوتيوب (YPP)، بحيث تُجبر القنوات الراغبة في تحقيق الأرباح على تقديم محتوى أصلي يحمل لمسة شخصية واضحة، ويبتعد عن الأساليب التلقائية أو التكرار الأوتوماتيكي للفيديوهات المنتجة دون تدخل إبداعي من صانع المحتوى.

وتنص السياسات الجديدة على أن أي محتوى يتم إنشاؤه بشكل شبه كلي عبر الذكاء الاصطناعي، من دون إضافة تعليق أو تحليل حقيقي من المقدم، قد يُمنع من تحقيق الدخل الإعلاني، ما يضرب حوافز المروجين لهذا النوع من الفيديوهات ويقلل من استمراريتهم على المنصة.

دوافع القرار

أشار Rene Ritchie، رئيس قسم التحرير في يوتيوب، إلى أن الإجراءات تهدف بالأساس إلى الحد من ما يُعرف داخل القطاع بمصطلح "AI Slop"، وهو نوع من المحتوى الذي يتم إنتاجه بكميات ضخمة وبسرعة كبيرة اعتمادًا على أدوات توليد النصوص والفيديوهات الذكية، لكنه يفتقر للجودة أو الجاذبية أو حتى الدقة في كثير من الأحيان.

يوتيوب

وأوضح Ritchie أن هذه التغييرات لا تستهدف بالضرورة كل المحتوى المُعزز بالذكاء الاصطناعي، بل تركز على الفيديوهات التي تفتقر إلى تدخل بشري حقيقي، مؤكدًا أن الفيديوهات التي تعتمد على أدوات الذكاء الاصطناعي في توليد بعض العناصر، مثل الخلفيات أو المؤثرات البصرية، مع تقديم تعليق صوتي أو تحليلي حقيقي، ستبقى ضمن نطاق القبول وربما تحقق أرباحًا جيدة.

آثار محتملة

من المتوقع أن تؤثر هذه الخطوة بشكل مباشر على مئات القنوات التي اعتمدت على توليد الفيديوهات بشكل آلي دون تحرير أو مراجعة بشرية حقيقية، حيث ستنخفض عوائدها المالية فور وقف الربح من هذا النوع من الفيديوهات، ما سيدفع العديد منها إلى إعادة النظر في المحتوى الذي تقدمه.

وتأتي هذه الإجراءات في وقت تعاني فيه منصات مثل يوتيوب من تزايد الضغط الرقابي والجماهيري للحفاظ على مستوى معين من الجودة، خصوصًا في ظل المخاوف من تضخم المحتوى الزائف أو المكرر أو الممل الناتج من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي دون رقابة واضحة.

ويرى مراقبون أن هذه السياسة الجديدة قد تفتح المجال أمام صناع محتوى أكثر التزامًا، وتعيد الاعتبار للقنوات التي تستثمر وقتًا وجهدًا حقيقيًا في بناء محتوى أصيل، وهو ما يعيد التوازن في بيئة نشر أصبحت تعاني من فوضى الفيديوهات المقلدة والسطحية.

وتبقى مسألة التنفيذ الفعلي والرقابة الفعالة على هذا النوع من المحتوى هي التحدي الأكبر أمام يوتيوب، في ظل تنامي قدرات الذكاء الاصطناعي على إنتاج محتوى يصعب أحيانًا تمييزه عن الإنتاج البشري، إلا أن الشركة تبدو جادة هذه المرة في فرض معايير صارمة لحماية المنصة من الانحدار نحو الكم على حساب النوع.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً