السبت، 19 يوليو 2025

04:51 م

tru

LibreOffice تتهم مايكروسوفت بتعقيد تنسيقات الملفات لفرض الاحتكار

LibreOffice

LibreOffice

ياسين عبد العزيز

A A

اتهمت مؤسسة The Document Foundation، المطورة لحزمة LibreOffice المكتبية مفتوحة المصدر، شركة مايكروسوفت باتباع أساليب تقنية معقدة عمدًا في تصميم تنسيقات الملفات داخل حزمة "أوفيس".

وقالت المؤسسة إن هذه السياسة تهدف إلى منع المستخدمين من الانتقال إلى الحلول البديلة، وإبقائهم داخل منظومة مغلقة يصعب التخلّص منها دون تكلفة.

وذكرت LibreOffice في بيان فني أن مايكروسوفت تعتمد على صيغة Office Open XML المعروفة اختصارًا بـ OOXML، وهي الصيغة التي تستخدمها في ملفات Word وExcel وPowerPoint، وتمتد بصيغ مثل .docx و.xlsx و.pptx، لكنها – بحسب البيان – تنتهك فلسفة الانفتاح والتوافق بين البرامج المكتبية، من خلال تصميم مخططات ملفات لا تتماشى مع معايير التوافق التقني.

تنسيق معقد

قالت LibreOffice إن مايكروسوفت تستخدم ملفات XML بطريقة تقييدية، عبر إنشاء هياكل معقدة وتعريفات XSD لا تتيح فهماً دقيقًا للمبرمجين أو صانعي البرمجيات الأخرى. 

ورغم أن XML صُممت أساسًا لتسهيل تبادل البيانات بين التطبيقات المختلفة، فإن مايكروسوفت – حسب البيان – حوّلتها إلى أداة قيد تقني، تمنع المستخدمين من التعامل بسلاسة مع مستنداتهم في برامج بديلة مثل LibreOffice.

وأضافت المؤسسة أن مايكروسوفت لا تكتفي باستخدام تنسيق OOXML، بل تتجنب أيضًا دعم معيار OpenDocument Format (ODF) الذي تدعمه LibreOffice، وتعتبره المعيار الأكثر توافقًا مع البيئة البرمجية الحرة، ما يؤدي إلى إرباك المستخدمين وخلق عراقيل مفتعلة أمام الانتقال من "أوفيس" إلى "ليبر أوفيس".

LibreOffice

احتجاز تقني

واستخدمت LibreOffice توصيفات شديدة اللهجة في بيانها، إذ شبّهت ما تقوم به مايكروسوفت بنظام سكك حديدية يُفترض أن يكون عامًا لكنه يعمل بنظام تشغيل داخلي لا يستطيع أي طرف خارجي التحكم به. 

واعتبرت المؤسسة أن هذه السياسة تُدخل المستخدم في ما يشبه "الاحتجاز التقني"، إذ لا يشعر المستخدم أنه مقيد بخيارات مايكروسوفت حتى يفكر في المغادرة، ليكتشف لاحقًا أن الخروج يتطلب إعادة بناء طريقة العمل والتخلي عن كثير من الملفات أو إعادة تنسيقها.

وقالت المؤسسة إن هذه الممارسات لا تختلف عن محاولات مايكروسوفت السابقة لفرض تحديثات إجبارية، مشيرة إلى سياسة الشركة في الدفع تجاه تبني نظام ويندوز 11، واصفة هذه الخطوة بأنها غير مدفوعة باعتبارات فنية حقيقية، بل تأتي ضمن خطة تهدف إلى تعزيز الولاء الإجباري للمنظومة الكاملة لمايكروسوفت.

دعوة للتغيير

طالبت LibreOffice المستخدمين، خاصة من يعتمدون على أنظمة ويندوز وبرمجيات أوفيس، بإعادة النظر في خياراتهم التقنية، وتقييم مدى تأثير القيود المفروضة عليهم في حرية العمل وشفافية الأدوات، ودعتهم إلى تجربة أنظمة تشغيل مفتوحة المصدر مثل Linux، والاعتماد على حزمة LibreOffice، التي توفر توافقًا مع المعايير المفتوحة وحرية استخدام أكبر دون قيود أو تبعية.

وأشارت المؤسسة إلى أن التحول نحو بيئة برمجية مفتوحة لا يقتصر على الجانب الأخلاقي أو الحقوقي، بل يشمل أيضًا أبعادًا تتعلق بالأمان الرقمي والتحكم الكامل في البيانات، وهو ما أصبح يمثل أولوية ملحّة للمؤسسات والشركات التي تبحث عن خيارات مستقلة بعيدًا عن سطوة الشركات الكبرى.

وأكدت أن الاستخدام الإجباري لتنسيقات مغلقة قد يؤدي إلى أضرار طويلة المدى في مجالات مثل التعليم، والقطاعات الحكومية، والأرشفة المؤسسية، وهو ما يستوجب موقفًا واضحًا من المستخدمين والمشرّعين لدعم المعايير المفتوحة وحماية التعددية الرقمية.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً