إيلون ماسك يتجه لتحويل منصة X إلى منافس بصري شامل عبر إحياء Vine

أثار إيلون ماسك مجددًا جدلًا واسعًا بين المستخدمين بعد أن أعلن عبر منشور رسمي نيته إعادة إحياء تطبيق Vine، المنصة التي كانت في السابق من أبرز منصات مقاطع الفيديو القصيرة، ولكن بشكل مغاير تمامًا عن السابق، حيث لن يتم إطلاق Vine كتطبيق مستقل، بل سيتم دمج خصائصه داخل البنية الحالية لمنصة X، وهي الخطوة التي وصفها البعض بأنها جزء من مشروع ماسك لتحويل المنصة إلى "تطبيق كل شيء"، يشمل التدوين، المحادثة، الدفع الإلكتروني، والآن صناعة الفيديو.

دعم بالذكاء

لا يقتصر مشروع إيلون ماسك على مجرد استعادة شكل Vine القديم، بل يتم تطوير المنصة الجديدة اعتمادًا على أدوات الذكاء الاصطناعي، وهو ما فتح تساؤلات عديدة حول نوعية المحتوى الذي يمكن إنتاجه، وكيفية دمج هذا النوع من التقنيات مع تجارب المستخدمين، فالمقصود بالذكاء الاصطناعي هنا لا يقتصر فقط على خوارزميات اقتراح الفيديوهات كما هو الحال في تيك توك، بل قد يصل إلى إمكانية توليد فيديوهات كاملة انطلاقًا من نصوص مكتوبة، كما أوضح مشروع "Imagine" الذي أطلقته شركة xAI التابعة لماسك.

يتيح هذا المشروع الجديد للمستخدمين إمكانية إنشاء مقاطع فيديو سريعة وقصيرة عبر إدخال نصوص فقط، تقوم الخوارزميات بتحويلها إلى محتوى مرئي باستخدام تقنيات متقدمة في التوليد الفوري للفيديو، وهي تقنية تنافس نماذج مثل Google Veo التي حظيت باهتمام كبير في الشهور الماضية.

مشاريع متصلة

في مارس الماضي، استحوذت منصة X على مشروع "Hotshot" المتخصص في إنتاج مقاطع الفيديو بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وهو ما يوضح أن مشروع Vine الجديد ليس قرارًا عابرًا، بل يدخل ضمن خطة طويلة الأمد لإعادة تعريف شكل التفاعل البصري عبر الإنترنت. 

ويرى متخصصون أن إدماج مشروع Hotshot مع أدوات مثل Imagine سيمنح المستخدمين أدوات قوية لإنشاء محتوى مرئي في ثوانٍ، دون الحاجة إلى تصوير فعلي أو مونتاج معقد.

كما تتيح خاصية التوليد الفوري دمج رسوم متحركة وتأثيرات تلقائية، وهو ما يعزز إمكانيات الاستخدام الترفيهي والترويجي، خاصة بالنسبة لمنشئي المحتوى والمؤثرين، بينما تبقى التحديات مرتبطة بقدرة المنصة على ضبط المحتوى وتجنب المواد المثيرة للجدل.

جدل أخلاقي

رغم الحماس الذي أبداه كثير من المستخدمين تجاه عودة Vine، تبرز مخاوف واضحة بشأن طبيعة المحتوى الذي يمكن أن تنتجه هذه الأدوات الجديدة، خاصة في ظل السياسة المنفتحة التي تتبناها X فيما يخص حرية التعبير. 

ويرى مراقبون أن مقاطع الفيديو التي تُنتج تلقائيًا بالذكاء الاصطناعي قد تحمل رسائل تنميطية أو صورًا مسيئة يصعب رصدها تقنيًا، ما يهدد بانتشار محتوى جدلي لا تتجاوز مدته ثواني، ولكن بتأثير كبير.

كما لم تصدر المنصة حتى الآن أي توضيحات حول طبيعة أدوات الإشراف أو الفلاتر التي قد ترافق هذه الخاصية، ولا عن موعد الإطلاق الرسمي أو الشكل النهائي للخدمة، ما يترك الباب مفتوحًا أمام تكهنات واسعة حول الدور المستقبلي لهذه التقنية داخل منصة X، وما إذا كانت ستتحول إلى عامل جذب رئيسي أم مصدر جديد للأزمات.

ويبقى من المؤكد أن النسخة القادمة من Vine ستكون مختلفة جذريًا عن النسخة السابقة التي تم إغلاقها عام 2017، حيث ترتكز هذه المرة على أدوات الذكاء الاصطناعي والتكامل الكامل داخل منصة X، في محاولة لخلق تجربة مرئية متكاملة تنافس بها تيك توك ويوتيوب وأدوات جوجل الجديدة.