أبل تُجهّز لتطبيق قيود عمرية صارمة على متجر App Store لحماية القُصّر من المحتوى الضار

تستعد شركة أبل لتطبيق قيود عمرية مشددة على متجر App Store، وهي خطوة ستُعيد تشكيل طريقة استخدام التطبيقات، لا سيما لدى المستخدمين القُصّر. 

وتأتي هذه التحركات وسط تزايد الحديث عالميًا عن أهمية أدوات التحقق من العمر عبر الإنترنت، والتي أصبحت خلال الأشهر الأخيرة موضوعًا ساخنًا على منصات مثل Reddit وX (تويتر سابقًا)، مع تنامي المخاوف بشأن وصول الأطفال والمراهقين إلى محتوى غير ملائم أو ضار نفسيًا وسلوكيًا.

حماية القُصّر

الهدف الأساسي من الخطوة التي تعتزم أبل تنفيذها، هو تعزيز حماية الفئات العمرية الصغيرة من التعرض لمحتوى قد يُصنّف على أنه عنيف، أو حساس، أو غير مناسب، خصوصًا ضمن تطبيقات التواصل الاجتماعي أو بعض الخدمات الصحية التي تتطلب وعيًا ناضجًا بالتعامل معها. 

وقد تشمل الإجراءات الجديدة منع تنزيل بعض التطبيقات كليًا لمن هم دون سن معينة، أو تقييد الوصول إلى خصائص محددة داخل تلك التطبيقات.

ومن المرجح أيضًا أن يتم فرض هذه القيود عند محاولة تثبيت ألعاب إلكترونية تحتوي على محتوى عنيف، أو تتضمن مشاهد مرئية قوية لا تتناسب مع الأعمار الصغيرة، ما سيجعل متجر App Store في المستقبل القريب أكثر صرامة تجاه سياسات المحتوى والفئات المستهدفة.

نسخ مخصصة

ومن بين الاحتمالات المطروحة، أن تلجأ أبل إلى تطوير نسخ مخصصة من التطبيقات نفسها، بحيث تُصمم واجهات وإمكانيات كل إصدار بناءً على الفئة العمرية للمستخدم، ما يُعد توجهًا أكثر دقة وشمولية نحو تقديم محتوى متناسب مع الخصوصيات العمرية. 

وقد يُطلب من المطورين تقديم نسخ متعددة لتطبيقاتهم، أو تفعيل أدوات داخلية للتحقق من عمر المستخدم قبل السماح بالوصول إلى خصائص معينة داخل التطبيق.

وبحسب التسريبات المتداولة، فإن هذه الإجراءات لا تزال قيد التجربة والتقييم، إلا أنها بدأت تأخذ منحى أكثر جدية، خاصة بعد أن تم رصد إشارات إلى هذا التوجّه من خلال مصدر موثوق على منصة Weibo الصينية، ما يفتح باب الاحتمال بأن السوق الآسيوية، وتحديدًا الصين، قد تكون أول من يشهد هذه القيود الجديدة في المرحلة الأولى.

توقيت لافت

اللافت أن توقيت الإعلان عن نية أبل فرض هذه القيود العمرية يأتي بالتوازي مع اتجاهات أخرى داخل الشركة تسير في الاتجاه المعاكس، حيث خفّفت مؤخرًا بعض القيود التقليدية على متجر App Store، لا سيما تلك المتعلقة بطرق الدفع الإلكترونية داخل التطبيقات، بالإضافة إلى تخفيف القيود المفروضة على التطبيقات التي تُستخدم لتصفح الإنترنت على أجهزة iPhone وiPad.

ورغم أن هذا التناقض الظاهري قد يبدو غريبًا، فإن محللين يرون فيه توازناً محسوبًا من أبل، بين رغبتها في الامتثال للتشريعات الجديدة، خاصة في أوروبا وآسيا، وبين سعيها للحفاظ على مرونة المستخدم وتعزيز حرية المطورين في بناء وتوزيع تطبيقاتهم.

ومن غير المستبعد أن تُطلق أبل خلال الأشهر القادمة آليات تحقق عمرية متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي أو مستندات موثقة لضمان دقة التحقق دون الإخلال بتجربة المستخدم، خصوصًا مع تصاعد التحديات القانونية حول خصوصية بيانات الأطفال حول العالم.

في المجمل، تُمثل هذه الخطوة تحولًا كبيرًا في سياسات أبل، وتعيد تعريف العلاقة بين التطبيقات والمستخدمين على أساس أكثر أمنًا وتنظيمًا، ما يعكس حرص الشركة على لعب دور ريادي في حماية الفئات الأكثر ضعفًا داخل النظام الرقمي المتسارع.