أمازون تدخل سوق الذكاء الاصطناعي القابل للارتداء عبر استحواذها على سوار Bee الذكي

أعلنت شركة أمازون استحواذها على شركة Bee الناشئة المتخصصة في تطوير الأجهزة الذكية القابلة للارتداء، في خطوة تؤكد طموح الشركة للتوسع في مجال الذكاء الاصطناعي الشخصي، حيث تشتهر Bee بإنتاج سوار ذكي قادر على تسجيل الأصوات بشكل دائم وتحويلها إلى مهام أو تذكيرات باستخدام نظام ذكي مدمج يتفاعل مع حياة المستخدم اليومية.

جهاز دائم الاستماع

يعتمد سوار Bee على ميكروفون نشط يسجل ما يدور حول المستخدم على مدار الساعة، باستثناء حالات تعطيله يدويًا، ويعمل السوار كمساعد شخصي رقمي يمكنه إرسال الرسائل وتنظيم المواعيد وتقديم تنبيهات ذكية من خلال التكامل مع تقويم المستخدم وخدماته الرقمية، كما يتميز السوار بقدرته على تحليل المحادثات وتحويل ما يُقال إلى إجراءات قابلة للتنفيذ تلقائيًا.

ويصفه البعض بأنه بمثابة "ذاكرة خارجية" تساعد المستخدم على تذكّر التفاصيل التي نسيها، مستفيدًا من أنظمة تعلم آلي متقدمة تسمح له بتخصيص المهام وتقديم اقتراحات بناءً على عادات المستخدم اليومية ومحتوى محادثاته.

مخاوف الخصوصية

ورغم التطور التقني الكبير، تثير خاصية التسجيل الدائم للسوار مخاوف تتعلق بالخصوصية، إذ تشير الشركة إلى أن البيانات الصوتية لا تُستخدم لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي مباشرة، لكنها تعترف أن النظام يحتفظ بالمعلومات التي يتعلمها من المستخدم لتحسين الاقتراحات المستقبلية، وهو ما دفع الكثيرين للتشكيك في مدى أمان هذا النوع من الأجهزة.

وتعمل Bee على تطوير خيارات إضافية تتيح للمستخدم تحديد نطاقات زمنية أو مكانية يمنع خلالها السوار من الاستماع أو تحليل البيانات، مع تأكيدات بأن الشركة تدرس تنفيذ المعالجة المحلية للبيانات دون رفعها إلى الخوادم السحابية، في محاولة لطمأنة المستخدمين القلقين من تسرب أو إساءة استخدام بياناتهم.

سجل أمازون

إدخال هذا الجهاز تحت مظلة أمازون أثار نقاشًا واسعًا، خاصة أن الشركة لديها تاريخ مثير للجدل في التعامل مع بيانات المستخدمين، فقد أظهرت تقارير سابقة أنها زودت جهات إنفاذ القانون الأميركية بلقطات من كاميرات Ring دون موافقة المستخدمين، كما تعرضت لغرامات بسبب ثغرات تتعلق بالوصول غير المصرح به لمقاطع الفيديو المسجلة.

ورغم ذلك، تبدو هذه الصفقة جزءًا من توجه أكبر تتبناه أمازون للدخول إلى سوق الأجهزة القابلة للارتداء المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وهو سوق يشهد منافسة قوية من شركات مثل Apple وMeta وOpenAI التي تسعى جميعها لإنتاج أجهزة تحاكي وظائف المساعد الرقمي لكن بطريقة أكثر قربًا للمستخدم.

سعر ومنافسة

من بين العوامل التي جذبت الأنظار إلى سوار Bee هو تكلفته المنخفضة، حيث يُباع بسعر 49.99 دولارًا فقط، ويعتمد على اشتراك شهري للحصول على الخدمات الذكية، مقارنةً بأجهزة مماثلة مثل Humane AI Pin التي يتجاوز سعرها 499 دولارًا دون تحقيق نجاح ملحوظ في السوق.

ويمثل السوار خيارًا جذابًا لفئة من المستخدمين تبحث عن تجربة ذكاء اصطناعي شخصي بسعر معقول وبدون الحاجة إلى أجهزة كبيرة الحجم أو أنظمة معقدة، ما يفتح الباب أمام تحول نوعي في طريقة استخدام الأجهزة القابلة للارتداء في الحياة اليومية.