تطبيق Bitchat ينطلق رسميًا على آبل دون الحاجة للإنترنت

في خطوة تقنية لافتة تستهدف كسر القيود التقليدية للاتصال، أعلن مؤسس تويتر السابق جاك دورسي رسميًا عن إطلاق تطبيق المراسلة اللاسلكي Bitchat Mesh على متجر آبل للتطبيقات، حيث يتيح للمستخدمين التواصل دون الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت، معتمدًا على تقنيات جديدة تُعيد تعريف فكرة التواصل الرقمي، وتعد بمستقبل أكثر استقلالية عن البنية التحتية التقليدية للشبكات.

التطبيق الذي تم الإعلان عنه سابقًا ضمن مشروعات دورسي التجريبية، خرج اليوم إلى النور رسميًا لمستخدمي iOS، بعد أن أثار الكثير من الجدل والاهتمام بسبب اعتماده على تقنيات البلوتوث المتقدمة وتشفير الرسائل بعيدًا عن أي خوادم أو خدمات سحابية، في تجربة غير مسبوقة في عالم تطبيقات المحادثة.

شبكة بلوتوث

يعتمد تطبيق Bitchat Mesh على تقنية Bluetooth Mesh Network، التي تتيح للأجهزة القريبة من بعضها أن تشكّل شبكة لامركزية مترابطة، حيث يتم تبادل الرسائل من خلال هذه الشبكة دون الحاجة لاتصال بالإنترنت أو شبكات الجيل الرابع أو الخامس، وهي آلية تتيح نقل الرسائل لمسافات تتجاوز 300 متر عبر أجهزة وسيطة، مما يضمن تغطية مرنة داخل المدن المكتظة أو أثناء التجمعات الكبيرة.

وتعتمد فعالية التطبيق بشكل مباشر على كثافة المستخدمين في المنطقة الجغرافية الواحدة، إذ إن الرسائل تمر من جهاز إلى آخر حتى تصل إلى وجهتها النهائية، وفي حال غياب أجهزة وسيطة كافية، تقل كفاءة الاتصال، ما يعني أن قدرة التطبيق على تغطية المسافات البعيدة لا تزال رهينة بعدد المستخدمين النشطين.

خصوصية مشفّرة

واحدة من أبرز نقاط القوة التي يروج لها التطبيق هي الخصوصية المطلقة، حيث لا يعتمد على خوادم مركزية أو أنظمة تخزين سحابي، وبالتالي لا يمكن لأي جهة تتبع الرسائل أو مراقبتها، ما يفتح الباب أمام استخدام أكثر حرية دون الخضوع لرقابة طرف ثالث.

ويستخدم Bitchat تشفيرًا من طرف إلى طرف (End-to-End Encryption)، ما يضمن حماية تامة للرسائل خلال انتقالها بين الأجهزة، غير أن جاك دورسي أشار صراحة إلى أن التطبيق لم يخضع بعد لأي مراجعة أمنية مستقلة، وهو ما قد يثير بعض المخاوف التقنية من احتمالية وجود ثغرات لم تُكتشف بعد، خاصة في النسخ الأولى من التطبيق.

إصدار آبل فقط

حتى الآن، يظل Bitchat Mesh متاحًا فقط لمستخدمي أجهزة آيفون عبر متجر App Store، فيما لم يُعلن عن نسخة رسمية لأجهزة أندرويد بعد، بل حذر دورسي من وجود تطبيقات مزيفة تحمل اسمًا مشابهًا على متجر Google Play، وطالب المستخدمين بالتحقق من هوية المطوّر التي يجب أن تكون “Jack Dorsey” والشركة المالكة “sidegroupchat” قبل تحميل التطبيق.

إلى جانب Bitchat، أطلق جاك دورسي تطبيقًا آخر يحمل اسم Sun Day Tracker، يُستخدم لمراقبة مدى تعرّض المستخدمين لأشعة الشمس، مع إمكانيات لحساب نسبة فيتامين D التي يحصل عليها الشخص بناءً على عوامل مثل لون البشرة والملابس والوقت الذي يقضيه تحت الشمس، ويهدف هذا التطبيق إلى تعزيز الوعي الصحي لدى المستخدمين، خاصة فيما يتعلق بنقص فيتامين D في المجتمعات الحضرية.

بهذه الخطوات، يبدو أن دورسي لا يسعى فقط لإعادة اختراع وسائل الاتصال التقليدية، بل يسعى لتقديم تجربة تقنية متكاملة قائمة على الحرية الرقمية، والأمان الذاتي، والاكتفاء بالهاتف المحمول دون الاعتماد على البنية الشبكية المعتادة.