الثلاثاء، 05 أغسطس 2025

01:50 ص

tru

التعليم يتغير.. بين حظر الهواتف وتوظيف الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

ياسين عبد العزيز

A A

في ظل التحولات المتسارعة في ميدان التعليم الحديث، باتت المدارس في العديد من الدول تعيد صياغة سياساتها تجاه التكنولوجيا، لتضع حدودًا لاستخدام الهواتف الذكية داخل الصفوف، وفي المقابل تتوسع في دمج أدوات الذكاء الاصطناعي بهدف تحسين جودة العملية التعليمية. 

هذا التوجه يطرح تساؤلات جوهرية حول دور التقنية في التعليم، وكيفية استخدامها كأداة مساعدة، لا كمصدر تشتيت أو عبء إضافي على الطلاب والمعلمين.

حظر تدريجي

تشير الإجراءات الجديدة التي تتخذها مؤسسات تعليمية في دول مثل كندا وبريطانيا وفرنسا إلى نية جادة في الحد من استخدام الهواتف داخل المدارس، حيث تُعتبر هذه الأجهزة من أبرز أسباب التشتت الذهني بين الطلاب، خاصة في ظل تنامي الاعتماد على التطبيقات والمنصات الترفيهية. 

وفي الولايات المتحدة، باتت هذه القضية تُناقش داخل أروقة الكونغرس، مع تزايد الضغوط نحو فرض حظر وطني على استخدام الهواتف في الفصول الدراسية.

الهدف من هذه الإجراءات لا يقتصر فقط على تعزيز التركيز، بل يمتد إلى حماية الصحة النفسية للطلاب، وسط تزايد التقارير التي تشير إلى تراجع التفاعل داخل الفصول منذ عام 2019، وهو ما دفع المعلمين للمطالبة بقرارات عملية تنظم الاستخدام التكنولوجي في البيئة التعليمية.

الذكاء الاصطناعي

أدوات جديدة

لكن المنع لا يعني القطيعة الكاملة مع التكنولوجيا، بل إن أجهزة مثل الحواسيب اللوحية والمحمولة أصبحت بديلاً للدفاتر التقليدية، تُستخدم للبحث وتقديم الواجبات ومتابعة المحتوى الدراسي، ما يخلق معضلة حقيقية للمعلمين الذين يحاولون إيجاد توازن بين الاستفادة من التكنولوجيا وضبطها.

ومما يزيد الأمر تعقيدًا، هو أن أكثر من نصف المعلمين الجدد لا يشعرون بالثقة الكافية في إدارة التكنولوجيا التعليمية، وفقًا لاستطلاعات حديثة، ما يبرز الحاجة إلى تدريب متخصص يمكّنهم من استخدام هذه الأدوات بكفاءة داخل الصفوف.

ذكاء مساند

في المقابل، أصبح الذكاء الاصطناعي أحد أبرز الحلول المطروحة لتسهيل المهام التعليمية، حيث يُوظَّف الآن في تصحيح الواجبات، وتحضير الخطط الدراسية، وحتى في متابعة أداء الطلاب. 

ووفقًا لدراسات ميدانية، يستخدم 62% من المعلمين في الولايات المتحدة و60% في بريطانيا أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل يومي.

من بين أبرز هذه الأدوات: نظام "مدير الفصل الدراسي" من شركة ManagedMethods، الذي يمنح المعلمين تصورًا لحظيًا عن استخدام الطلاب للأجهزة داخل الصف، ويتيح لهم تعليق الوصول الرقمي عند الحاجة، لحماية بيئة التعليم من المخاطر السلوكية أو التشتت. 

كما ظهرت منصات مثل MagicSchool التي تتيح للمعلمين أتمتة المهام الإدارية المعقدة، وتقديم حلول مبتكرة للتعامل مع احتياجات الطلاب المختلفة، بما في ذلك ذوو الاحتياجات الخاصة والمشكلات السلوكية.

وعي ضروري

مع هذا التوسع، بدأت عدة دول مثل كندا والولايات المتحدة في دمج تعليم الذكاء الاصطناعي ضمن المناهج الرسمية، بهدف إعداد جيل قادر على استخدام هذه التقنيات بوعي ومهارة، إلا أن هذه الخطوة تثير مخاوف متزايدة تتعلق بخصوصية البيانات والأبعاد النفسية والأخلاقية، خصوصًا مع انتشار تطبيقات ذكاء اصطناعي تحاكي الصداقة أو التفاعل العاطفي.

وقد أوصى تقرير صادر عن منظمة Common Sense Media بعدم السماح للأطفال والمراهقين باستخدام هذه التطبيقات، مؤكدًا على ضرورة وجود أطر قانونية تحمي المستخدمين الصغار من التأثيرات السلبية المحتملة.

في ظل هذه المتغيرات، يبدو أن مستقبل التعليم لن يعتمد فقط على منع الهواتف، بل على إعادة تصميم العلاقة بين الطالب والتكنولوجيا، بما يضمن استخدامًا مسؤولًا يعزز من جودة التعلم ويحمي الصحة النفسية للطلاب، وهنا تكمن مسؤولية مشتركة بين المؤسسات التعليمية، وأولياء الأمور، وصنّاع السياسات لرسم ملامح الجيل القادم من التعليم.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً