عيوب جوهرية تقيد فاعلية Meta AI كمساعد افتراضي

تسعى شركة ميتا إلى تعزيز حضورها في سوق الذكاء الاصطناعي، من خلال إتاحة مساعدها الرقمي Meta AI على هواتف أندرويد، في محاولة لتقديم بديل جديد للمساعدات الافتراضية مثل Google Assistant أو Gemini.

ويأتي هذا في ظل تنامي الطلب على أدوات الذكاء الاصطناعي التفاعلية، خاصة تلك القادرة على إنجاز المهام اليومية وتوفير الوقت، غير أن التجربة الفعلية لتطبيق ميتا أظهرت فجوة كبيرة بين الطموح والواقع.

خطوات بسيطة

يستطيع مستخدمو أندرويد تفعيل Meta AI من خلال تحميل التطبيق، ثم ربطه بحساب فيسبوك أو إنستغرام، وبعد ذلك يتم الدخول إلى إعدادات الهاتف، واختيار التطبيقات، ثم التوجه إلى تبويب التطبيقات الافتراضية، وتحديد المساعد الرقمي، وأخيرًا اختيار Meta AI من القائمة.

وقد تختلف هذه الخطوات قليلًا حسب واجهة النظام أو نوع الهاتف، لكنها تظل متقاربة في معظم الأجهزة، كما يمكن تشغيل التطبيق لاحقًا عبر الضغط المطول على زر الطاقة أو زر الشاشة الرئيسية، أو السحب من الزاوية السفلية، وفق إعدادات التنقل.

مزايا محدودة

يتيح Meta AI عدة أدوات مرئية، مثل توليد النصوص والصور والفيديو، إلى جانب بعض التأثيرات الخاصة بمقاطع Reels، والتي يمكن استخدامها داخل منصات ميتا مثل فيسبوك وإنستغرام، كما يعرض التطبيق صفحة رئيسية تحتوي على أعمال مستخدمين آخرين كمصدر للإلهام، ورغم ذلك فإن أغلب هذه الميزات موجودة أصلًا داخل تطبيقات ميتا الأخرى، ولا تضيف استخدامات جديدة تبرر تثبيت مساعد منفصل.

وتشير معظم التجارب إلى أن التطبيق يفتقد للأدوار الجوهرية للمساعدات الرقمية مثل إرسال الرسائل، أو ضبط المنبهات، أو تشغيل الأغاني، أو الحصول على حالة الطقس مباشرة، حيث يقتصر استخدامه على توليد محتوى بصري أو نصي، دون أي قدرة واضحة على دعم المهام اليومية السريعة.

تفاعل صوتي غائب

من أبرز نقاط الضعف التي يعاني منها Meta AI هي غياب الدعم الصوتي الحقيقي، فعلى عكس Google Assistant وAlexa لا يستطيع التطبيق التفاعل صوتيًا بشكل مباشر، وبعد تعيينه كمساعد افتراضي لن يتمكن المستخدم من الحديث معه صوتيًا، بل يجب تشغيله يدويًا ثم كتابة الطلب، وحتى عند استخدام الإدخال الصوتي عبر لوحة المفاتيح، تظل التجربة بطيئة وغير عملية، وهو ما يتعارض مع جوهر وظيفة المساعد الرقمي التي تقوم على السرعة والاختصار.

ويبدو أن Meta AI لا يقدم حلاً فعالًا للمستخدمين الباحثين عن بديل حقيقي للمساعدات الافتراضية التقليدية، بل على العكس قد يؤدي استخدامه إلى زيادة عدد الخطوات المطلوبة لأداء المهام اليومية، مما يتنافى مع الغرض الأصلي للمساعد الشخصي.

بديل غير كاف

أظهرت التجربة الواقعية أن تطبيق Meta AI لا يملك حتى الآن المقومات الكافية ليحل محل Google Assistant أو Gemini على هواتف أندرويد، سواء من حيث سرعة التفاعل أو تنوع الوظائف أو الدعم الصوتي، ويبدو أن اعتماد Meta AI كمساعد افتراضي ما زال خيارًا غير ناضج تقنيًا، خاصة في ظل غياب ميزات أساسية يعتمد عليها المستخدمون يوميًا.

ورغم الطموحات الكبيرة لشركة ميتا في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن التطبيق بحاجة إلى تحسينات جذرية في التصميم والوظائف والتفاعل، حتى يكون منافسًا حقيقيًا ضمن بيئة أندرويد التي اعتاد مستخدموها على أداء مرتفع وسرعة تنفيذ.