الإمارات تعتمد الذكاء الاصطناعي لتعزيز تحول التعليم بالكامل

الذكاء الاصطناعي
ياسين عبد العزيز
تقود دولة الإمارات العربية المتحدة تحولًا جذريًا في نظامها التعليمي، عبر إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل متسارع وشامل في مختلف المراحل الدراسية، حيث بدأت منذ سنوات بتطبيق رؤية طموحة تهدف إلى ترسيخ هذه التكنولوجيا المتقدمة في البنية التعليمية من الروضة وحتى الدراسات العليا، مع التركيز على تأهيل أجيال رقمية قادرة على التفاعل مع متطلبات العصر الرقمي.
تعليم جامعي
تبنّت الجامعات الإماراتية الذكاء الاصطناعي كأحد محاورها الأكاديمية الرئيسة، حيث أصبحت تضم أكثر من 44 برنامجًا جامعيًا متخصصًا في هذا المجال، وتتصدر جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي المشهد الأكاديمي، إذ أُسست عام 2019 كأول جامعة للدراسات العليا متخصصة في الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، ونجحت في جذب طلاب من 39 دولة، مع تحقيق نسب توظيف عالية لخريجيها داخل المنظومة التقنية الوطنية.
وتقدم الجامعة برامج دراسات عليا متنوعة تشمل الماجستير والدكتوراه، إلى جانب بكالوريوس تم إطلاقه حديثًا بمسارين أكاديميين في الأعمال والهندسة، كما أسست معاهد بحثية رائدة مثل معهد النماذج التأسيسية، الذي طوّر نماذج لغوية متقدمة منها K2 وجيس للغة العربية، وأسهمت في نشر آلاف الأوراق العلمية في مؤتمرات ومجلات دولية مرموقة، مما يعزز مكانتها كمركز أبحاث عالمي في هذا القطاع الحيوي.

انتشار واسع
لم تقف المبادرات عند جامعة واحدة، بل توسعت لتشمل جامعات كبرى مثل جامعة السوربون أبوظبي، وجامعة خليفة، وجامعة أبوظبي، والجامعة الأمريكية في الشارقة، التي أنشأت مراكز بحثية وتخصصات دراسية تجمع بين الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات والروبوتات، ما يشير إلى تنوع الفرص الأكاديمية التي تمنح الطلاب الأدوات اللازمة للتفوق في بيئة عمل تتغير بسرعة.
وأسست جامعة محمد بن زايد مركزًا لحضانة الأعمال بهدف دعم رواد الأعمال الناشئين في مجال الذكاء الاصطناعي، ما يسهم في خلق نظام بيئي متكامل يربط بين التعليم والابتكار وريادة الأعمال، ويرفع من جاهزية الاقتصاد الإماراتي للتحول الرقمي.
تعليم مدرسي
في نقلة جديدة وغير مسبوقة، قررت الإمارات إدخال مادة الذكاء الاصطناعي كمقرر دراسي رسمي في المدارس الحكومية بداية من العام الدراسي 2025–2026، حيث ستُدرّس المادة لطلبة جميع المراحل من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر، ما يجعل الإمارات واحدة من أوائل دول العالم التي تعتمد منهجًا شاملًا بهذا العمق.
ويشمل المنهج الجديد سبعة محاور رئيسية تغطي المفاهيم الأساسية، والبيانات، والخوارزميات، والأخلاقيات، والتطبيقات الواقعية، إلى جانب الابتكار وربط المعرفة بالسياسات المجتمعية، في خطوة تهدف إلى تنمية مهارات التفكير النقدي والإبداعي لدى الطلاب منذ الصغر، وتأسيس جيل رقمي قادر على التعامل مع أدوات المستقبل بثقة وكفاءة.
هذا التوجه الاستراتيجي يعكس رؤية الإمارات طويلة المدى في تحويل الذكاء الاصطناعي إلى ركيزة معرفية داخل منظومتها التعليمية، وليس مجرد أداة تقنية عابرة، ما يسهم في بناء مجتمع معرفي راسخ ومتقدم.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً