كيف تتحول هدايا تيك توك الرقمية إلى ملايين الجنيهات؟

لا تزال منصة "تيك توك" تثير جدلاً واسعاً بعد حبس عدد من البلوجرز بتهم نشر محتوى مخالف وغسل أموال، حيث كشف التحقيق عن آلية تحويل الهدايا الرقمية التي يقدمها المتابعون إلى أرباح مالية كبيرة. 

وتتساءل الجماهير حول كيفية تحويل هذه الهدايا الافتراضية إلى أموال حقيقية، وما الدور الذي تلعبه المنصة في هذا النظام.

نظام الهدايا

تعتمد تيك توك على نظام مكافآت داخلي يمنح المستخدمين فرصة تقديم هدايا افتراضية للمبدعين، وتتحول هذه الهدايا في البداية إلى عملة رقمية داخل التطبيق تسمى "الماس" (Diamonds)، وهي وحدة خاصة تُمثل القيمة الافتراضية للهدايا. 

يجمع المبدعون هذه العملات الرقمية عبر تفاعل المتابعين، ثم يمكنهم استبدالها بأموال نقدية من خلال خيارات السحب المتاحة في إعدادات الحساب.

يتطلب تحويل "الماس" إلى أموال فعلية المرور بعدة خطوات تقنية، تبدأ بجمع كمية معينة من هذه العملة داخل الحساب، ومن ثم طلب السحب، حيث يتم تحويل المبلغ إلى الحساب البنكي أو المحافظ الإلكترونية المرتبطة بحساب المستخدم.

عمولات وتحصيلات

تقتطع تيك توك عمولة عالية من قيمة الهدايا، تتراوح بين 30% و50%، مما يعني أن المبدع قد يحصل على نصف قيمة الهدايا التي استلمها فقط بعد خصم رسوم المنصة، على سبيل المثال، إذا تلقى المبدع هدايا بقيمة 100 دولار، فإن العائد الفعلي له قد لا يتجاوز 50 دولارًا بعد الاقتطاع.

هذا النموذج يحقق توازناً بين تشجيع الجمهور على دعم صانعي المحتوى، والحفاظ على تدفق إيرادات ثابتة للمنصة، مما يجعل تيك توك ليست فقط مساحة ترفيهية بل مشروعاً تجارياً مربحاً.

إجراءات صارمة

في إطار مكافحة المحتوى غير اللائق، أزالت تيك توك نحو 3 ملايين فيديو في مصر خلال الربع الأول من عام 2025، معتمدًة على نظام حذف استباقي أزال 99.6% من المقاطع المخالفة دون الحاجة لتقارير من المستخدمين، كما تم حذف 94.3% من تلك المقاطع خلال 24 ساعة من نشرها.

إضافة إلى ذلك، أوقفت المنصة أكثر من 587 ألف بث مباشر، وحظرت نحو 348 ألف مضيف، وذلك بسبب انتهاكات متعلقة بسياسات الاستخدام، ما يعكس جهود تيك توك في الحفاظ على بيئة آمنة للمستخدمين والتقليل من التجاوزات.

تظل هذه الخطوات جزءًا من الاستراتيجية الشاملة لمنصة تيك توك التي تحاول التوازن بين نمو قاعدة المستخدمين، وتحقيق الأرباح، وفي الوقت نفسه ضمان التزام المحتوى بالمعايير والقوانين المحلية والدولية.