الإثنين، 18 أغسطس 2025

05:36 م

tru

قطر تحظر لعبة روبلوكس نهائيًا لحماية الأطفال من المخاطر الرقمية

روبلوكس

روبلوكس

ياسين عبد العزيز

A A

أعلنت دولة قطر عن حظر لعبة "روبلوكس" بشكل نهائي داخل أراضيها، وذلك بعد سلسلة من التحذيرات المتصاعدة التي أطلقها أولياء الأمور والخبراء حول المخاطر الكامنة في اللعبة، والتي اعتُبرت تهديدًا مباشرًا على الصحة النفسية للنشء وتماسك القيم الدينية والاجتماعية، وقد جاء القرار ليؤكد التزام الدولة بحماية الأجيال القادمة من التأثيرات الرقمية غير المنضبطة.

تزايدت التحذيرات في الفترة الأخيرة بشأن طبيعة المحتوى الذي توفره اللعبة، حيث أبلغت العديد من الأسر عن تعرض الأطفال لمشاهد غير مناسبة وسلوكيات سلبية تشجع على الانعزال والإدمان الرقمي، وهو ما دفع الجهات المعنية في قطر إلى التحرك السريع واتخاذ قرار الحظر كخطوة استباقية لحماية الصغار من الانغماس في فضاءات رقمية لا تتوافق مع الثقافة المحلية أو الهوية الوطنية، كما اعتُبر القرار استجابةً مباشرة لمطالبات اجتماعية واسعة.

تحذيرات سابقة

تؤكد مصادر مطلعة أن النقاش حول "روبلوكس" لم يكن وليد اللحظة، إذ شهدت الأشهر الماضية تصاعدًا في الأصوات المحذرة من مخاطر اللعبة، خاصة بعد أن سجلت حالات متزايدة من انغماس الأطفال في أنماط سلوكية مقلقة داخلها، وهو ما أثار قلق أولياء الأمور وفتح الباب أمام المختصين للحديث عن التأثيرات السلبية العميقة على سلوكيات الناشئة، وقد دفعت هذه المؤشرات السلطات القطرية لاتخاذ موقف واضح، يقوم على وضع مصلحة الطفل في صدارة الأولويات.

روبلوكس

لم يكن الأمر مرتبطًا بالمحتوى فقط، بل تضمن كذلك مخاوف من تأثير اللعبة على العلاقات الأسرية والاجتماعية، إذ شجعت بعض تجاربها على الانعزال والانخراط في عوالم افتراضية بعيدة عن الواقع، وهو ما يهدد بخلق فجوة بين النشء وبيئتهم الطبيعية، لذلك جاء الحظر ليكون بمثابة رسالة واضحة تؤكد ضرورة إعادة التوازن بين الترفيه الرقمي والحياة اليومية.

دوافع القرار

أشارت الجهات الرسمية في بيانها إلى أن قرار الحظر جاء بعد تقييم شامل للمخاطر، حيث تبيّن أن اللعبة قد تفتح المجال أمام الأطفال للتعرض إلى محتوى يتنافى مع قيم المجتمع والدين، إلى جانب تشجيع أنماط من السلوكيات التي قد تؤثر سلبًا على الهوية الثقافية والوعي الجمعي.

 كما أوضح البيان أن الهدف لا يتمثل فقط في المنع، وإنما في توفير بدائل ترفيهية آمنة تسهم في تنمية الإبداع وصقل المهارات الفكرية بطريقة تتماشى مع المبادئ الأصيلة للمجتمع القطري.

وتحرص الدولة في هذا الإطار على إطلاق مبادرات موازية تهدف إلى تعزيز الثقافة الرقمية الآمنة، وذلك عبر توفير منصات بديلة ومحتويات تعليمية وترفيهية تراعي القيم المحلية، وتساعد الأطفال على استثمار وقتهم في بيئة أكثر أمانًا، وهو ما يعكس توجهًا استراتيجيًا نحو بناء جيل رقمي واعٍ يوازن بين الانفتاح على التكنولوجيا والحفاظ على القيم.

قطر ضمن القائمة

بإعلانها حظر "روبلوكس"، انضمت قطر إلى قائمة من الدول التي سبقتها إلى هذا القرار، مثل سلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة ونيبال والصين، وهو ما يبرز اتجاهًا عالميًا متناميًا نحو مواجهة التحديات الرقمية وحماية الأطفال من الانعكاسات السلبية للألعاب الإلكترونية، ويعكس هذا التوجه إدراكًا متزايدًا لخطورة ترك المجال مفتوحًا أمام منصات رقمية قد تحمل بين طياتها محتويات غير منضبطة.

كما شددت الجهات القطرية على أن الحظر قرار نهائي لا رجعة فيه، مؤكدة أنها اتخذت الإجراءات القانونية الكفيلة بضمان منع وصول اللعبة داخل البلاد.

وربطت هذه الخطوة باستراتيجية أوسع تشمل مراقبة شاملة للمحتوى الرقمي وتعزيز ثقافة الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا، بما يحافظ على أمان المجتمع ويحمي الأطفال من مخاطر الانغماس في عوالم افتراضية غير آمنة.

ويأتي هذا القرار ليؤكد مرة أخرى أن التطور التكنولوجي، رغم ما يحمله من فرص كبيرة، يحتاج دائمًا إلى موازنة دقيقة مع الخصوصية الثقافية والدينية، حيث تسعى قطر من خلال هذه الخطوة إلى إرسال رسالة مفادها أن حماية النشء أولوية لا يمكن التهاون بها، وأن الرقابة الذكية والواعية هي السبيل الأمثل لصناعة بيئة رقمية أكثر أمنًا للأجيال المقبلة.

search

أكثر الكلمات انتشاراً