الخميس، 11 سبتمبر 2025

07:37 م

tru

الصين تطور روبوتا قادرا على الحمل والولادة دون تدخل بشري مباشر

روبوت حامل

روبوت حامل

A A

كشف تقرير صحفي بريطاني أن فريقا من العلماء الصينيين يعمل حاليا على مشروع غير مسبوق يتمثل في تطوير أول روبوت للحمل والولادة في العالم، حيث يستهدف المشروع تمكين الروبوت من إنجاب طفل حي دون الحاجة إلى رحم بشري أو تدخل مباشر من الأطباء، وهو ما يفتح بابا واسعا أمام ثورة جديدة في عالم الإنجاب.

التقنية الجديدة تقوم على محاكاة عملية الحمل الطبيعية بدءا من التخصيب وحتى الولادة، إذ ينمو الجنين داخل رحم صناعي مزود بأنبوب لتغذيته بالمغذيات الأساسية، ما يسمح باستكمال مراحل النمو بشكل مشابه للطبيعة، إلا أن تفاصيل آلية التلقيح بين البويضة والحيوان المنوي داخل النظام لم يتم الإفصاح عنها حتى الآن، الأمر الذي يثير جدلا تقنيا وأخلاقيا في الأوساط العلمية.

خلفية المشروع

المبادرة يجري تطويرها من قبل شركة Kaiwa Technology الصينية ومقرها مدينة قوانغتشو، ويقود المشروع الدكتور تشانغ تشيفينغ الباحث في جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة، حيث أكد أن التقنية بلغت مستوى متقدما من النضج، وأن الخطوة التالية تتمثل في دمجها داخل بطن الروبوت، بما يسمح بالتفاعل معه لبدء الحمل وتمكين الجنين من النمو داخله، ومن المتوقع أن يظهر النموذج الأولي خلال عام 2026 بسعر يقدر بنحو 100 ألف يوان أي ما يعادل 14 ألف دولار أمريكي تقريبا.

روبوت حامل

تحديات أخلاقية

ورغم أن المشروع قد يوفر حلا ثوريا للأزواج أو الأفراد الذين يواجهون مشاكل في الإنجاب أو لا يرغبون في خوض تجربة الحمل البيولوجي، إلا أنه أثار نقاشا واسعا حول عدة قضايا، أهمها غياب الرابطة العاطفية الطبيعية بين الأم والجنين، ومصادر الحصول على البويضات والحيوانات المنوية التي ستدخل في العملية، إضافة إلى التساؤلات المتعلقة بالتأثيرات النفسية المحتملة على الطفل الذي قد ينشأ من رحم آلي بدلا من رحم بشري.

ويرى مراقبون أن التقنية قد تغير مستقبل الإنجاب بشكل كامل، لكنها في الوقت ذاته تحمل مخاطر اجتماعية وأخلاقية يصعب تجاهلها، خاصة في ما يتعلق بهوية الطفل وعلاقته بالأسرة والمجتمع، الأمر الذي قد يتطلب أطر تشريعية جديدة لتنظيم استخدامها في حال اعتمادها مستقبلا.

تجارب سابقة

المشروع الحالي يستند إلى أبحاث وتجارب سابقة في مجال الأرحام الاصطناعية، ولعل أبرزها تجربة عام 2017 التي شهدت نجاح فريق من العلماء في إنماء أجنة خراف مبكرة الولادة داخل كيس بيولوجي مملوء بسائل مشابه للسائل الأمنيوسي، وهو ما فتح المجال أمام التفكير في إمكانية تطبيق الفكرة على البشر في مراحل لاحقة، ومع ذلك يبقى الانتقال من التجارب الحيوانية إلى الإنسان أمرا معقدا ومثيرا للجدل.

ويرى مطوروه أن الروبوت قد يمثل نقلة علمية كبرى في الطب الإنجابي، لكنه يحتاج إلى سنوات إضافية من البحث والتجريب قبل الوصول إلى اعتماد فعلي، ومع استمرار التطوير يتوقع أن تتسع دائرة النقاش العالمي حول أبعاد التقنية وما قد تحمله من فرص ومخاطر على المجتمعات.

search

أكثر الكلمات انتشاراً