آبل تدرس التعاون مع جيميني لتطوير مساعدها الصوتي سيري

في خطوة جديدة تعكس طموح آبل لتعزيز حضورها في مجال الذكاء الاصطناعي، كشفت تقارير متخصصة أن الشركة دخلت في محادثات متقدمة مع جوجل، وذلك لاستكشاف إمكانية الاعتماد على نموذج Gemini كقاعدة لتطوير نسخة محدثة وأكثر ذكاءً من مساعدها الصوتي الشهير Siri، وهي الخطوة التي يمكن أن تغيّر تجربة المستخدمين وتعيد رسم ملامح المنافسة في سوق المساعدات الرقمية.

تسعى آبل من خلال هذه الخطوة إلى جعل Siri أكثر كفاءة في التعامل مع التطبيقات المختلفة، وأكثر قدرة على فهم أوامر المستخدم وتنفيذها بدقة، كما أن النموذج الجديد مرجح أن يعمل على خوادم الشركة الخاصة، مع خطط لطرح الإصدار المطور خلال العام المقبل، وهو ما يمثل نقلة نوعية طال انتظارها بالنسبة للمستخدمين.

خلفية التطوير

على مدار السنوات الماضية، واجهت آبل انتقادات متكررة بسبب التأخر النسبي لمساعدها الصوتي مقارنة بمنافسيه مثل مساعد جوجل وAlexa، فقد كانت خططها لإطلاق نسخة محسنة من Siri مدعومة بالذكاء الاصطناعي مقررة هذا العام، غير أن بعض التحديات التقنية أجبرت الشركة على تأجيل الموعد إلى العام القادم، ومع ذلك فإن استثماراتها المتزايدة في مجال الذكاء الاصطناعي تؤكد التزامها بسد هذه الفجوة سريعًا.

ويبدو أن التعاون المحتمل مع Gemini سيكون خطوة حاسمة لتسريع عملية التطوير، فالنموذج الذي طورته جوجل أثبت قدرات متقدمة في فهم اللغة الطبيعية وتقديم إجابات دقيقة ومتنوعة، الأمر الذي يجعل دمجه في Siri فرصة واعدة لتقديم أداء أفضل للمستخدمين.

نسختان مختلفتان

تعمل آبل حاليًا على تطوير نسختين من مساعدها الصوتي، إحداهما تعتمد على نماذج الذكاء الاصطناعي الداخلية الخاصة بها، بينما ترتكز الأخرى على نماذج من طرف ثالث مثل Gemini، وهو ما يمنح الشركة مساحة لاختبار أي من النماذج يقدم الكفاءة الأفضل، مع إمكانية المزج بين مزايا الحلول الداخلية والخارجية للحصول على أفضل النتائج، وبهذا النهج تسعى آبل إلى تحقيق التوازن بين الابتكار المستقل والاستفادة من خبرات المنافسين.

هذه الاستراتيجية تتيح للشركة اختبار نقاط القوة والضعف في كل نهج، وتمنحها المرونة اللازمة لاختيار النموذج الأمثل، كما أنها قد تسهم في تسريع إطلاق النسخة المطورة من Siri دون التضحية بمعايير الجودة والأمان التي تضعها آبل في مقدمة أولوياتها.

تعاون تقليدي

ورغم المنافسة القوية التي تجمع آبل بجوجل في العديد من الأسواق، إلا أن تاريخ التعاون بينهما ليس جديدًا، فقد سبق وأن حافظتا على شراكة طويلة الأمد في مجال البحث، ويبدو أن مشروع Gemini-Siri يمثل امتدادًا طبيعيًا لهذا التعاون، لكن مع خصوصية أكبر، حيث ستعتمد آبل على تشغيل النموذج الجديد عبر خوادمها الخاصة بدلًا من العمل المباشر على الأجهزة، وهو ما يمنحها تحكمًا أكبر في البيانات وتجربة الاستخدام.

النسخة المطورة من Siri يتوقع أن تقدم مستوى أعلى من التفاعل مع التطبيقات، مع القدرة على تنفيذ إجراءات أكثر تعقيدًا داخلها، فضلًا عن تحسين دقة الاستجابات وسرعة الفهم، وهو ما قد يغير طريقة تعامل المستخدمين مع أجهزتهم بشكل شامل، ويمنح آبل ميزة تنافسية جديدة في سوق المساعدات الذكية.

وبينما تتسارع وتيرة الابتكار في تقنيات الذكاء الاصطناعي، يبقى التحدي أمام آبل هو تحقيق التوازن بين الخصوصية التي تتمسك بها دائمًا، والقدرات المتقدمة التي يتيحها التعاون مع شركات أخرى، لتظل المنافسة مفتوحة على تقديم أفضل تجربة ممكنة للمستخدمين حول العالم.