ذكاء اصطناعي مبتكر يحدث نقلة نوعية في أنظمة الملاحة العالمية

أنظمة الملاحة العالمية
ياسين عبد العزيز
تمكن فريق من جامعة سري البريطانية من تقديم أداة ذكاء اصطناعي متطورة تحمل اسم Pose-Enhanced Geo-Localisation (PEnG)، والتي تعد بديلاً أكثر دقة وفاعلية من أنظمة تحديد المواقع التقليدية المعروفة بـ GPS، إذ أظهرت التجارب أن هذه الأداة تقلل الأخطاء بمعدل يصل إلى أربعين مرة مقارنة بالأنظمة الحالية، ما يمثل ثورة حقيقية في عالم الملاحة.
من خلال الجمع بين صور الأقمار الصناعية وصور مستوى الشارع، استطاعت التقنية الجديدة خفض هامش الخطأ من 734 مترًا إلى 22 مترًا فقط، وهو ما يوفر للمستخدمين دقة غير مسبوقة حتى في البيئات المعقدة مثل المدن المكتظة أو الطرق الضيقة، حيث غالبًا ما تفشل إشارات GPS في تقديم بيانات دقيقة، وبذلك تضع هذه الأداة معايير جديدة لطرق تحديد المواقع حول العالم.
دقة متفوقة
آلية عمل النظام الجديد تعتمد على مرحلتين أساسيتين، الأولى هي تحديد الموقع باستخدام صور الشوارع الملتقطة بالكاميرات، والثانية تتمثل في تحسين النتائج عبر تقنية الوضع النسبي التي تحتسب الاتجاهات بشكل أكثر دقة، والمثير للاهتمام أن هذه التقنية لا تحتاج سوى إلى كاميرا أحادية العدسة، وهي ميزة تجعلها قابلة للتطبيق بسهولة على المركبات الحديثة وأجهزة الملاحة الذكية دون الحاجة إلى تجهيزات معقدة أو مكلفة.
ولا يقتصر الابتكار على تحسين الأداء فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى تقديم حل لمشكلات مزمنة تواجه أنظمة GPS، إذ يعاني المستخدمون من ضعف أو انقطاع الإشارة في مناطق عديدة مثل الأنفاق، المدن ذات الأبراج العالية، أو الأماكن التي تعاني من ضعف الاتصال بالأقمار الصناعية، وهو ما يعرقل الاعتماد على هذه التقنية بشكل كامل، بينما توفر PEnG بديلاً يضمن الاستمرارية والدقة.

حلول عملية
الميزة الكبرى للنظام تكمن في أنه يوفر للمركبات ذاتية القيادة والأنظمة الذكية وسيلة أكثر أمانًا لتحديد المواقع، كما يقدم إضافة نوعية في مجالات الطيران، الدفاع، والخدمات اللوجستية، إذ يمكن أن تكون الأخطاء المترتبة على انقطاع GPS كارثية في بعض الحالات، لذلك يمثل هذا الابتكار خيارًا استراتيجيًا يمكن أن يقلل من المخاطر بشكل ملحوظ.
ويؤكد البروفيسور أدريان هيلتون، مدير معهد سري للذكاء الاصطناعي المرتكز على الإنسان، أن المشروع لم يُصمم فقط لتطوير التكنولوجيا، بل ليضع الإنسان واحتياجاته في صميم الابتكار، مشيرًا إلى أن النظام الجديد يعالج التحديات اليومية للملاحة بشكل جذري، ويوفر تجربة أكثر أمانًا وسلاسة، وهو ما يعكس رؤية واضحة بأن التكنولوجيا يجب أن تخدم الناس أولًا.
مستقبل واعد
لا يتوقف طموح الفريق البحثي عند هذه المرحلة، إذ يعمل العلماء حاليًا على تطوير نموذج أولي لتجربة النظام في بيئات واقعية، بما يتيح اختباره في ظروف استخدام طبيعية على الطرق وفي الأجواء الحضرية المعقدة.
كما أن الفريق اختار نشر أبحاثه كمصدر مفتوح، وهو ما يعزز فرص التعاون العالمي بين الباحثين والمهندسين لتطوير التقنية بشكل أسرع وتوسيع نطاق اعتمادها في المستقبل القريب.
وبالنظر إلى النتائج الأولية المبشرة، يرى الخبراء أن هذه الأداة قد تعيد صياغة مفهوم الملاحة في العالم الرقمي، وأنها قد تفتح الباب أمام جيل جديد من الأنظمة التي لا تعتمد كليًا على الأقمار الصناعية، بل تدمج بين الذكاء الاصطناعي والبيانات المرئية لإعادة رسم خريطة التنقل البشري.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً