البنوك تعزز مستقبل التجارة الإلكترونية مع مبيعات رقمية تتجاوز 70 مليار دولار

شهدت التجارة الإلكترونية في مصر والمنطقة العربية طفرة غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة، حيث تجاوزت قيمة المعاملات الرقمية في المنطقة 70 مليار دولار بنهاية عام 2024، بينما بلغت في السوق المصرية وحدها أكثر من 7.9 مليار دولار، محققة نمواً يقارب 30% مقارنة بعام 2022.

ويعزو خبراء هذا الارتفاع إلى الانتشار الواسع للهواتف الذكية، وتوسع استخدام الإنترنت فائق السرعة، إلى جانب تحول عادات المستهلكين نحو التسوق الرقمي كخيار أكثر مرونة وسهولة.

إقبال شبابي

أدى هذا التوسع إلى خلق فرص استثمارية ضخمة للشركات المحلية والعالمية، حيث عززت منصات مثل «جوميا» و«أمازون مصر» حضورها، كما دخلت علامات تجارية جديدة تسعى إلى اقتناص حصة في سوق واعدة تضم أكثر من 60 مليون مستخدم للإنترنت.

وتشير الدراسات إلى أن فئة الشباب بين 18 و35 عاماً تمثل الشريحة الأكثر نشاطاً في الشراء الإلكتروني، ما يجعلها القوة المحركة الأساسية لنمو التجارة الرقمية في المنطقة، خاصة مع بحث هذه الفئة عن الراحة وسرعة الإنجاز في تجربة التسوق.

تحديات الدفع

ورغم النمو المتسارع، ما زال الدفع الإلكتروني يمثل تحدياً محورياً أمام ازدهار التجارة الإلكترونية، حيث تكشف البيانات أن أكثر من 55% من المعاملات تتم عبر أسلوب الدفع عند الاستلام، وهو ما يرفع من تكاليف التشغيل ويضغط على ربحية المنصات الرقمية.

وتعمل البنوك المصرية وشركات التكنولوجيا المالية على سد هذه الفجوة من خلال طرح محافظ إلكترونية وحلول دفع رقمية مثل «ميزة» و«فوري» و«خالص»، ورغم ذلك تبقى ثقة المستهلك في الوسائل الرقمية عاملاً أساسياً لتسريع التحول نحو أنظمة دفع آمنة وسهلة الاستخدام.

مستقبل واعد

يتوقع محللون أن تشهد السنوات المقبلة انتقالاً نوعياً في حجم السوق إذا ما نجحت المنظومة المصرفية وشركات الدفع في تعزيز البنية التحتية الرقمية، إذ تشير التقديرات إلى إمكانية وصول حجم التجارة الإلكترونية في المنطقة العربية إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2027، شريطة توفير حلول دفع مبتكرة، وتوسيع نطاق الخدمات المصرفية الإلكترونية، بما يواكب التوجه العالمي نحو مجتمعات غير نقدية تعتمد بشكل شبه كامل على التعاملات الرقمية، وهو ما يعزز من قدرة الشركات على النمو، ويفتح الباب أمام فرص اقتصادية جديدة في قطاعات التكنولوجيا والتجزئة والخدمات اللوجستية.

ومع استمرار توسع البنوك في تقديم خدمات مالية رقمية مبتكرة، وتزايد التوجه الحكومي لدعم منظومة الاقتصاد الرقمي، تبدو التجارة الإلكترونية في مصر والمنطقة أمام مرحلة جديدة من النمو، تقوم على دمج التكنولوجيا المالية مع البنية المصرفية التقليدية، لتوفير بيئة أكثر ثقة وأماناً للمستهلكين، وهو ما قد يحول المنطقة إلى واحدة من أبرز أسواق التجارة الإلكترونية الناشئة عالمياً خلال السنوات القليلة المقبلة.