الأربعاء، 17 سبتمبر 2025

02:21 ص

tru

تيك توك بين صراع واشنطن وبكين وتمديدات جديدة لمهلة الحسم

تيك توك

تيك توك

ياسين عبد العزيز

A A

على مدار الأشهر الماضية، ظل تطبيق تيك توك محورًا لصراع سياسي وتجاري بين الولايات المتحدة والصين، إذ تسعى واشنطن إلى فرض قيود صارمة على الشركة المالكة بايت دانس، فيما تحاول بكين التمسك بواحدة من أبرز أدواتها التقنية الناجحة عالميًا، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجد نفسه مضطرًا إلى إصدار عدة تمديدات لمهلة 17 سبتمبر المقررة لتصفية الأصول الأمريكية للتطبيق أو إغلاقه، في محاولة لتجنب تعطيل منصة يعتمد عليها أكثر من 170 مليون مستخدم أمريكي.

مهلة جديدة

التقارير القادمة من الإعلام الأمريكي تشير إلى أن ترامب يميل مجددًا إلى منح الشركة الصينية مهلة إضافية، ما يعني أن هذه ستكون المرة الرابعة التي يتم فيها تأجيل تنفيذ القانون الفيدرالي، والذي حدد في نسخته الأولى يناير 2025 كموعد نهائي لبيع أو إغلاق التطبيق في الولايات المتحدة.

ورغم المخاوف المتكررة في واشنطن من أن الصين قد تستخدم تيك توك كأداة للتجسس أو الرقابة أو حتى الابتزاز، يبدو أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى الحفاظ على التطبيق قائمًا لما له من تأثير اجتماعي وثقافي واسع.

وقد أثارت تصريحات ترامب مزيدًا من الغموض، خاصة حين قال إن الأمر "قد يحدث أو لا يحدث"، مشيرًا إلى أن القرار النهائي يعتمد على الصين، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه يتمنى الوصول إلى حل يحمي الأطفال والمراهقين الذين يشكلون جزءًا كبيرًا من مستخدمي المنصة.

صفقات متعثرة

من بين الحلول المطروحة كان خيار بيع أصول تيك توك لشركة أمريكية جديدة تدار بأغلبية مستثمرين من الولايات المتحدة، غير أن المفاوضات سارت ببطء شديد، إذ يشترط نقل البرمجيات المميزة للتطبيق موافقة رسمية من بكين، وهو ما يعقد فرص إتمام الصفقة، وزاد الأمر صعوبة بعد أن رفضت الصين الموافقة على البيع عقب قرار ترامب رفع الرسوم الجمركية على عدد من البضائع الصينية، الأمر الذي جمد المشروع وأوقف المباحثات.

في المقابل، تحدث ترامب عن وجود مشترين محتملين من السوق الأمريكية، لكنه بدا مترددًا في الكشف عن التفاصيل، مكتفيًا بالقول إن كل شيء يعتمد على ما ستقرره الصين، وهو ما ترك علامات استفهام كبيرة حول مستقبل التطبيق في الولايات المتحدة.

محادثات تجارية

القضية لم تعد مجرد ملف تقني أو ترفيهي، بل أصبحت جزءًا من المفاوضات التجارية الأوسع بين واشنطن وبكين، إذ بدأ وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت وممثل التجارة الأمريكي جيميسون جرير محادثات مع نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينج وكبير المفاوضين لي تشنج قانج في إسبانيا، وكان تيك توك حاضرًا بقوة على طاولة النقاشات، غير أن المطلعين على سير المفاوضات أكدوا أن التوصل إلى اتفاق نهائي قبل 17 سبتمبر يبدو أمرًا غير مرجح، ما يفتح الباب أمام تمديد جديد.

search

أكثر الكلمات انتشاراً