ثورة بصرية يقودها الذكاء الاصطناعي.. "نانو بانانا" من جوجل يتصدر متجر آبل

في تحول لافت وغير مسبوق، تمكن تطبيق Gemini التابع لشركة جوجل من اعتلاء صدارة متجر Apple في الولايات المتحدة، متجاوزًا بذلك عمالقة مثل ChatGPT وThreads. 

ويعود الفضل في هذا الإنجاز المذهل إلى أداة جديدة ومبتكرة لتعديل الصور بالذكاء الاصطناعي أطلقتها جوجل تحت اسم Gemini 2.5 Flash Image، والتي أطلق عليها المجتمع الرقمي اسمًا طريفًا "نانو بانانا"، هذا النجاح الساحق لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة مباشرة لاستجابة الأداة لاحتياجات المستخدمين المعاصرين الذين يبحثون عن حلول سريعة ومرنة للتعبير عن إبداعاتهم البصرية.

سحر “نانو بانانا”

يكمن سر شعبية "نانو بانانا" في بساطته وسرعته، فبدلاً من اللجوء إلى برامج التصميم المعقدة، أصبح بإمكان المستخدمين الآن تعديل صورهم الشخصية أو صور أحبائهم من خلال كتابة أوامر نصية بسيطة، يمكن للمستخدم تحويل الصور العادية إلى نسخ جديدة بتغيير الملابس، أو الخلفيات، أو حتى تحويل الأشخاص إلى مجسمات ثلاثية الأبعاد (3D) أنيقة، وقد لاقت هذه الميزة رواجًا هائلاً، خاصةً بين الشباب من جيل "زد" الذين يحبون المجسمات والأشكال الزخرفية، ونشرها على منصات مثل TikTok وInstagram.

هذا التوجه نحو إضفاء طابع فني مميز على الصور، وجعلها أكثر حيوية وتعبيرًا، هو ما دفع الأداة لتصبح ترند عالمي خلال أيام قليلة، وأثبتت أن المستخدمين يبحثون عن أدوات تجمع بين المتعة والإبداع، دون الحاجة إلى خبرة تقنية مسبقة.

أرقام قياسية

الأرقام التي حققتها الأداة تكشف عن حجم الظاهرة بشكل لا لبس فيه، ففي الفترة من 26 أغسطس إلى 9 سبتمبر، استقطب تطبيق Gemini أكثر من 23 مليون مستخدم جديد، بينما تم تعديل أو إنشاء ما يزيد عن 500 مليون صورة باستخدام "نانو بانانا"، ولتحقيق هذا الانتشار السريع، سمحت جوجل للمستخدمين المجانيين بإنشاء أو تعديل ما يصل إلى 100 صورة يوميًا، بينما يحصل المشتركون على سقف أعلى يصل إلى 1000 صورة يوميًا باشتراك شهري، وهذا النموذج سمح للأداة بالوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المستخدمين حول العالم.

وتميزت الأداة بثلاث خصائص أساسية أسهمت في هذا النجاح، أولها: السرعة الفائقة التي تظهر بها التعديلات خلال ثوانٍ قليلة، ثانيًا: المرونة التي تتيح للمستخدمين دمج صور متعددة أو نقل الأسلوب الفني من صورة إلى أخرى، وثالثًا: التفاعلية التي تسمح للأداة بالاستجابة لتعديلات متكررة في ما يشبه جلسة تصميم مباشرة.

مخاطر محتملة

لكل ابتكار وجه آخر، وبالرغم من المزايا العديدة، فإن الأداة لا تخلو من المخاطر المحتملة، فبينما تُنتج أحيانًا صورًا غير دقيقة في الإضاءة أو التفاصيل، فإن الخطر الأكبر يكمن في إمكانية استخدامها في التضليل أو إنشاء ما يعرف بـ"التزييف العميق" (Deepfake)، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى نشر معلومات مضللة أو صور زائفة، وقد أدركت جوجل هذه المخاطر وحاولت التصدي لها من خلال وضع علامات مائية مرئية وأخرى رقمية (SynthID) تضمن أن الصور التي يتم إنشاؤها باستخدام الأداة قابلة للتتبع وواضحة المصدر.

وفي الختام، يُمكن القول إن "نانو بانانا" قد حوّل تطبيق Gemini من مجرد منصة للتجارب التقنية إلى ظاهرة عالمية غيرت طريقة التفاعل مع الصور، هذا الإنجاز ليس فقط انتصارًا لجوجل، بل هو دليل على أن مستقبل الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على النصوص فقط، بل يمتد إلى إعادة تخيل الصور وإضفاء لمسة فنية عليها، وبين الإبداع والمتعة والمخاطر، يبقى أن هذه الأداة قد أثبتت أن الابتكار الحقيقي يكمن في فهم احتياجات المستخدمين وتقديم حلول بسيطة وفعالة.