الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025

11:52 ص

tru

دراسة موسعة تكشف تفاصيل غير متوقعة عن أنماط استخدام شات جي بي تي

شات جي بي تي

شات جي بي تي

A A

في تقرير بحثي جديد شاركت فيه شركة OpenAI بالتعاون مع المعهد الوطني الأمريكي للبحوث الاقتصادية، تم تحليل نحو مليون ونصف المليون محادثة حقيقية من مستخدمي شات جي بي تي، وجاءت النتائج لتقدم صورة مغايرة لما كان متوقعا بشأن أنماط الاستخدام وأهدافه، حيث أوضحت الدراسة أن الأداة لم تعد مجرد وسيلة تقنية بل أصبحت انعكاسا لتغيرات اجتماعية وجغرافية ملحوظة.

على عكس الدراسات التقليدية التي كانت تعتمد على استطلاع آراء المستخدمين عبر استبيانات، اختار الباحثون هذه المرة الغوص مباشرة في المحادثات نفسها، وهو ما أتاح فهما أدق للسلوكيات الواقعية، بعيدا عن إجابات قد تخضع للتحيز أو المبالغة، وبهذه الخطوة تمكنت الدراسة من رصد اتجاهات جديدة تكشف كيف يتعامل الناس مع الذكاء الاصطناعي في حياتهم اليومية.

من يستخدم

أحد أهم النتائج تمثل في التحول الواضح بين نسب الذكور والإناث، حيث كانت مشاركة النساء في بداية عام 2024 أقل بكثير بنسبة لا تتجاوز 37%، بينما قفز الرقم منتصف 2025 ليصل إلى 52%، وهو ما يشير إلى أن شات جي بي تي بات يعكس التوزيع السكاني العام ولم يعد حكرا على فئة معينة.

كما أبرزت البيانات أن المستخدمين تحت سن 26 عاما يشكلون نصف المحادثات تقريبا، وغالبا ما يستخدمونه لأغراض شخصية وتجريبية، في حين يتجه كبار السن لاستخدامه بشكل مهني أكثر تنظيما.

أين يستخدم

الانتشار الجغرافي كشف أيضا عن اتجاهات لافتة، حيث أشارت النتائج إلى أن الدول النامية والمناطق الفقيرة تسجل نموا في استخدام شات جي بي تي بمعدل أسرع يصل إلى أربعة أضعاف مقارنة بالدول الغنية، وهو ما وصفته OpenAI بـ “ديمقراطية التكنولوجيا” نظرا لتوسع نطاق وصول هذه الأداة إلى شرائح أوسع من الناس حول العالم، ما يعكس دورها كوسيلة يومية تتجاوز حدود الدول المتقدمة.

كيف يستخدم

على مستوى طبيعة المحادثات، توضح الدراسة أن 70% من الاستخدامات ترتبط بأهداف شخصية، مثل طلب النصائح، البحث عن معلومات، وصفات الطبخ، أو خوض تجارب إبداعية، بينما تمثل الأغراض العملية حوالي 30% فقط، وغالبا ما تكون متعلقة بالكتابة أو المراسلات المهنية، في حين جاءت البرمجة وتحليل البيانات بنسبة محدودة لم تتجاوز 4.2%.

أما النقاشات الشخصية البحتة أو الأحاديث الاجتماعية فقد اقتصرت على 2.4% فقط، وهو ما ينفي الاعتقاد السائد بأن المستخدمين يلجؤون للذكاء الاصطناعي كبديل للحوار البشري في حياتهم اليومية.

لكن الجانب الأكثر إثارة للجدل كان في مسألة الخصوصية، إذ أن هذه النتائج استندت إلى تحليل محادثات حقيقية دون الحصول على موافقات مسبقة من المستخدمين، ورغم تأكيد OpenAI أن الرسائل لم يطلع عليها أشخاص وإنما خضعت لمعالجة آلية لاستخراج الأنماط، إلا أن القلق يظل قائما بشأن حجم السيطرة الفعلي الذي يحتفظ به الأفراد على بياناتهم الشخصية، خصوصا في ظل تحويل محتوى حساس إلى بيانات بحثية دون علم مسبق.

وتفتح هذه النتائج الباب أمام نقاش أوسع حول التوازن بين الفوائد العلمية التي تقدمها مثل هذه الدراسات والدور المهم في تحسين الخدمات من جهة، وبين حدود الخصوصية الفردية وحق المستخدمين في التحكم ببياناتهم من جهة أخرى، وهو ما يجعل القضية محورا مستمرا للجدل بين مؤيدي الانفتاح البحثي ومنتقدي غياب الشفافية.

في النهاية، تكشف هذه الدراسة عن صورة متعددة الأبعاد لشات جي بي تي، فهو ليس مجرد أداة تقنية بل مؤشر اجتماعي وثقافي يكشف عن طبيعة تفاعل البشر مع الذكاء الاصطناعي، وبينما تمنحنا البيانات رؤية أعمق لأنماط الاستخدام، فإنها تضع أمامنا تساؤلات صعبة حول الثمن الحقيقي الذي قد ندفعه مقابل تلك الرؤى.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً