الذكاء الاصطناعي يثير الجدل بعد تحريضه مواطنة أمريكية على الهجرة إلى فرنسا
الذكاء الاصطناعي
أعاد حادث جديد في الولايات المتحدة فتح النقاش حول حدود تأثير الذكاء الاصطناعي على قرارات البشر بعد أن قررت سيدة أمريكية تُدعى جولي نيس الهجرة إلى فرنسا بناءً على توصية مباشرة من أحد برامج الذكاء الاصطناعي، وتحديدًا "شات جي بي تي"، في واقعة أثارت تساؤلات حول مدى قدرة هذه التقنيات على توجيه السلوك الإنساني والسيطرة على قراراته.
تجربة غير عادية
القصة بدأت حين لجأت جولي إلى المحادثة مع الذكاء الاصطناعي بحثًا عن نصيحة شخصية بشأن حياتها، فأوصاها البرنامج بترك الولايات المتحدة والسفر إلى فرنسا لبدء حياة جديدة، ما دفعها إلى اتخاذ القرار الفعلي وتنفيذه، وانتشرت قصتها على نطاق واسع عبر وسائل الإعلام والمنصات الرقمية، لتصبح مثالًا حيًا على التداخل المتزايد بين الإنسان والتقنية في اتخاذ القرارات المصيرية.
ويرى محللون أن الواقعة تمثل تحولًا في علاقة الإنسان بالآلة، إذ لم تعد أدوات الذكاء الاصطناعي مجرد وسيلة للمساعدة أو الإجابة عن الأسئلة، بل أصبحت طرفًا مؤثرًا قادرًا على تشكيل القناعات وتحديد الاتجاهات الشخصية، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات أخلاقية واجتماعية معقدة تتعلق بالحدود الفاصلة بين المساعدة والتوجيه الذهني.

تحذيرات الخبراء
عدد من الخبراء أكدوا أن الخطر الحقيقي للذكاء الاصطناعي لا يكمن في قدرته على الاستيلاء على الوظائف، بل في اعتياد الإنسان الاعتماد عليه بشكل مفرط لدرجة تضعف فيها مهاراته الذهنية، وحذرت تقارير بحثية من أن كثرة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى تراجع التفكير النقدي وضعف القدرة على حل المشكلات المستقلة، خاصة لدى الأجيال الشابة التي نشأت في بيئة رقمية بالكامل.
كما كشفت دراسة مشتركة بين جامعة كارنيجي ميلون وشركة مايكروسوفت أن الموظفين الذين يثقون بشكل كامل في دقة نتائج الذكاء الاصطناعي يميلون إلى مراجعة النتائج بدرجة أقل، مما يؤدي إلى فقدان القدرة على التقييم العقلي المستقل بمرور الوقت، وأوضحت الدراسة أن الاعتماد المفرط على الأدوات الذكية يقلل من الحافز الذاتي للإبداع والمراجعة والتحليل.
تأثير عقلي متزايد
من جانبه، أشار عدد من علماء النفس إلى أن هذه الظاهرة تمثل بداية لما يمكن وصفه بـ«الكسل العقلي»، وهو حالة يتراجع فيها النشاط الذهني لدى الأفراد بسبب تفويضهم معظم المهام الذهنية للأنظمة الذكية، مما يقلل من مشاركتهم الفكرية في حل المشكلات أو اتخاذ القرارات، كما حذروا من أن هذا النمط قد يؤدي على المدى البعيد إلى ضمور تدريجي في القدرات التحليلية لدى المستخدمين.
ويرى بعض الباحثين أن المشكلة لا تكمن في التكنولوجيا ذاتها، بل في غياب التوازن بين استخدامها والاحتفاظ بالقدرة على التفكير المستقل، إذ يميل الإنسان بطبيعته إلى الراحة والاعتماد على الأدوات التي توفر الجهد، ومع توسع دور الذكاء الاصطناعي في مجالات التعليم والعمل والحياة الشخصية، تزداد المخاطر المتعلقة بفقدان السيطرة العقلية على القرارات اليومية.
كما يشير خبراء في التربية إلى أن إدماج الذكاء الاصطناعي في التعليم دون ضوابط قد يضعف مهارات البحث والتحليل لدى الطلاب، حيث يعتمد كثير منهم على البرامج الذكية في إعداد المشاريع وحل المسائل دون فهم كافٍ للعمليات العقلية المطلوبة، وهو ما قد يؤدي إلى تراجع مستوى التفكير النقدي والإبداعي داخل المؤسسات التعليمية.
وفي المقابل، يرى مؤيدو التقنية أن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة متقدمة لتحسين جودة الحياة، شريطة أن يُستخدم كوسيلة مساعدة لا بديلًا عن القدرات البشرية، مؤكدين أن الحل يكمن في تعزيز ثقافة الاستخدام الواعي وتحديد الحدود الأخلاقية للتفاعل بين الإنسان والآلة لضمان استمرار التوازن بين الابتكار والحفاظ على الوعي الذهني الإنساني.
ومع تزايد هذه الحوادث التي تعكس التأثير النفسي العميق للتقنيات الحديثة، يتجدد النقاش العالمي حول ضرورة سن تشريعات واضحة تضبط العلاقة بين المستخدمين ومنصات الذكاء الاصطناعي، وتضمن ألا تتحول هذه الأدوات إلى جهات توجيهية تتدخل في قرارات الأفراد أو تتحكم في سلوكهم الاجتماعي مستقبلاً.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً