الإثنين، 22 سبتمبر 2025

10:20 م

tru

نظام ذكاء اصطناعي صيني جديد يحدث ثورة في تشخيص الاضطرابات العصبية عبر تحليل الكلام

الذكاء الاصطناعي الطبي

الذكاء الاصطناعي الطبي

ياسين عبد العزيز

A A

في خطوة علمية مهمة تعكس تزايد دور الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي، أعلن فريق بحثي صيني عن تطوير نظام مبتكر قادر على الكشف المبكر عن الاضطرابات العصبية من خلال تحليل الكلام، بدقة تخطت 90%، وهو ما يمثل نقلة نوعية في طرق التشخيص غير الجراحية ويمنح الأطباء وسيلة واعدة لمتابعة الحالات العصبية بشكل مبكر وفعال.

ابتكار نوعي

النظام الجديد الذي أُطلق عليه اسم CTCAIT يعتمد على خوارزميات تعلم عميق متطورة لتحليل الخصائص الصوتية الدقيقة، مثل التغيرات في النبرة والإيقاع والاهتزازات، بما يكشف عن علامات مبكرة لأمراض مثل باركنسون وهنتنغتون ومرض ويلسون. 

ويختلف هذا النهج عن الطرق التقليدية التي كانت تركز بشكل أساسي على مؤشرات سطحية محدودة، وغالبًا ما تفتقر إلى الدقة في رصد التغيرات الدقيقة عبر الزمن.

ويبرز نجاح CTCAIT أهمية الكلام كمؤشر حيوي غير جراحي، يمكن الاعتماد عليه لتشخيص ومتابعة الاضطرابات العصبية، خاصة أن عُسر النطق يُعد من أبرز العلامات الأولية المرتبطة بتلك الأمراض.

آلية متقدمة

يبدأ النظام بتحليل البيانات الصوتية عبر نموذج متخصص لاستخراج السمات الدقيقة من تسجيلات الكلام، ثم يستخدم شبكة Inception Time لالتقاط التغيرات الزمنية في الصوت. 

ومن خلال آليات الانتباه المتعددة الرؤوس (Multi-head Attention)، يتمكن CTCAIT من الربط بين أنماط مختلفة عبر الزمن والمحاور الصوتية، ليكشف عن إشارات مرضية يصعب على الأطباء أو الأنظمة التقليدية اكتشافها.

ويسمح هذا التفاعل بين تقنيات التعلم العميق وآليات الانتباه بتقديم تفسيرات أكثر وضوحًا ودقة، مما يعزز من موثوقية النتائج، ويقلل من احتمالية الأخطاء في التشخيص. 

كما يتيح النظام مقارنة الكلام الطبيعي بالكلام الذي يحتوي على مؤشرات مرضية، مثل رعشة الصوت المميزة لمرض باركنسون.

نتائج واعدة

أظهرت الاختبارات أن النظام حقق دقة بلغت 92.06% عند تطبيقه على مجموعة بيانات صينية، كما بلغت دقته 87.73% عند اختباره على بيانات صوتية باللغة الإنجليزية، وهو ما يعكس مرونته وقدرته على التعامل مع لغات وبيئات صوتية مختلفة. 

ونُشرت نتائج البحث في مجلة Neurocomputing العلمية، مؤكدة الإمكانات الكبيرة للنظام في تطوير أدوات طبية جديدة قائمة على الذكاء الاصطناعي.

ويرى خبراء أن هذه النتائج لا تقتصر فقط على تحسين التشخيص، بل قد تمهد الطريق نحو متابعة مستمرة لحالات المرضى عبر تسجيلات صوتية بسيطة، مما يفتح المجال أمام تقليل التكاليف الطبية وتسريع التدخلات العلاجية.

مستقبل الاستخدام

من المتوقع أن يُحدث هذا الابتكار تحولًا في الممارسات الطبية، حيث يمكن أن يصبح تحليل الكلام جزءًا أساسيًا من الفحوصات الروتينية في العيادات العصبية. 

كما أن الاعتماد على أدوات ذكاء اصطناعي مثل CTCAIT قد يخفف الضغط على الأطباء، ويوفر لهم بيانات دقيقة تسهم في اتخاذ قرارات علاجية أسرع وأكثر كفاءة.

ويرجح الباحثون أن يتوسع استخدام هذا النظام مستقبلًا ليشمل لغات وثقافات مختلفة، مع إمكانية دمجه في تطبيقات الهواتف الذكية أو الأجهزة القابلة للارتداء، ما يمنح المرضى وسيلة سهلة لمتابعة حالتهم بشكل يومي، وتزويد الأطباء ببيانات مستمرة تعكس تطور المرض.

في ظل التقدم المستمر في الذكاء الاصطناعي الطبي، يعكس هذا النظام الصيني خطوة كبيرة نحو دمج التحليل الصوتي المتقدم في التشخيص المبكر، الأمر الذي قد يغير قواعد اللعبة في علاج الأمراض العصبية حول العالم.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً