أبوظبي تعلن عن تجربة تاريخية للطائرات المسيّرة لإحداث ثورة في قطاع الشحن الجوي الحديث

الطائرات المسيّرة
ياسين عبد العزيز
لم تعد سماء أبوظبي حكرًا على الطائرات التقليدية التي ارتبطت لعقود طويلة بقطاع النقل والخدمات اللوجستية، إذ باتت اليوم مسرحًا لتجارب مبتكرة تفتح آفاقًا جديدة أمام مستقبل التنقل الذكي، حيث أعلنت الإمارة عن أول تجربة عملية لتوصيل الطرود عبر الطائرات المسيّرة الذاتية القيادة، في خطوة تُجسّد التزامها بترسيخ موقعها مركزًا عالميًا رائدًا في مجالات الابتكار والاستدامة.
هذه المبادرة تمثل حجر الزاوية لبناء منظومة متكاملة ترفع كفاءة الشحن وتدعم استراتيجيات التحول الرقمي في المنطقة.
بداية واعدة
أوضح مركز النقل المتكامل التابع لدائرة البلديات والنقل في أبوظبي، أن التجربة الأولى جرى تنفيذها بالتعاون مع شركة "لود أوتونوموس" المتخصصة في الحلول الذكية، حيث انطلقت طائرة مسيّرة مزودة بذراع آلية لنقل طرد من منطقة السمحة إلى مدينة خليفة الصناعية (كيزاد)، وقد نجحت الرحلة في تحقيق أعلى مستويات الدقة والسرعة بفضل نظام ملاحة متطور، ما عكس جاهزية التقنية لتبنيها على نطاق أوسع خلال السنوات المقبلة.
هذا الإنجاز لا يمثل اختبارًا تقنيًا فحسب، بل يشكل نقطة تحول نحو إعادة صياغة مفهوم الخدمات اللوجستية، من خلال إدخال حلول أكثر مرونة وتكاملًا قادرة على تلبية الطلب المتزايد في زمن التجارة الإلكترونية.

مشروع هيلي
في إطار التجربة، عرضت شركة "لود أوتونوموس" أحدث ابتكاراتها المتمثلة في الطائرة الهجينة الذاتية القيادة "هيلي"، التي تُوصف بأنها نقلة نوعية في مجال الشحن الجوي الثقيل.
وتتميز الطائرة بقدرتها على حمل حمولة تصل إلى 250 كيلوغرامًا لمسافة تصل إلى 300 كيلومتر، معتمدة على نظام دفع هجين يجمع بين المحركات الكهربائية ومحرك الاحتراق الداخلي.
وتكمن أهمية "هيلي" في قدرتها على الإقلاع والهبوط العمودي، ما يمنحها مرونة عالية في العمل بعيدًا عن المطارات التقليدية، لتفتح المجال أمام إنشاء خطوط شحن جوي مباشرة بين المراكز اللوجستية، هذه الميزة ستسهم في تحسين كفاءة سلاسل التوريد وتقليل الاعتماد على البنية التحتية المكلفة، وهو ما يعزز مكانة أبوظبي في قلب الثورة التكنولوجية العالمية.
نحو الاستدامة
تندرج هذه التجربة ضمن إستراتيجية شاملة يقودها مجلس الأنظمة الذكية الذاتية الحركة، والتي تهدف إلى جعل أبوظبي رائدة عالميًا في مجالات النقل الذكي والمستدام.
ويأتي ذلك تماشيًا مع جهود مركز النقل المتكامل في اعتماد أحدث تقنيات التنقل المستدام، بما يرفع من كفاءة الخدمات ويعزز البنية التحتية الذكية، ويسهم في تحسين جودة الحياة للمجتمع.
ولتأمين هذه العمليات، يتم تنظيم حركة الطائرات المسيّرة عبر المنصة الوطنية الموحدة، التي تضمن سهولة الحصول على التراخيص مع فرض التزام صارم بمعايير السلامة والخصوصية، الأمر الذي يعزز الثقة في استخدام هذه التكنولوجيا على نطاق موسع.
تسريع التجارة
مع النمو المتزايد للتجارة الإلكترونية عالميًا، تواجه الشركات تحديات متصاعدة في تلبية متطلبات العملاء المتعلقة بالسرعة والكفاءة، وهنا تأتي مبادرة الطائرات المسيّرة كحل ثوري قادر على اختصار أيام من زمن التوصيل إلى ساعات قليلة.
ويرى المراقبون أن أبوظبي بخطوتها هذه لا تقدم مجرد تجربة تجريبية، بل تضع حجر الأساس لتحولات كبرى ستعيد رسم ملامح قطاع الشحن في المنطقة.
وبينما ينظر العالم إلى هذه المبادرة بوصفها دليلًا على التحول نحو مستقبل أكثر ذكاءً واستدامة، فإنها تمثل أيضًا رسالة واضحة بأن أبوظبي تسير بخطى واثقة نحو تعزيز دورها مركزًا عالميًا للابتكار، قادرًا على الجمع بين التكنولوجيا والاستدامة لتقديم حلول عملية تلبي احتياجات الحاضر وتستشرف تحديات المستقبل.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً