الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025

03:54 م

tru

الصين تكشف عن روبوت عملاق لدعم مشروع الشمس الاصطناعية

روبوت عملاق

روبوت عملاق

ياسين عبد العزيز

A A

أعلنت الصين عن نجاحها في بناء واختبار روبوت عملاق صُمم خصيصاً للقيام بمهام صيانة معقدة داخل مفاعلات الاندماج النووي المستقبلية، وهي المفاعلات التي يطلق عليها الإعلام "الشمس الاصطناعية" نظراً لقدرتها على محاكاة التفاعلات النووية التي تحدث في قلب الشمس. 

هذه الخطوة تعزز من طموح بكين في أن تكون في مقدمة الدول التي تحقق إنجازاً علمياً طال انتظاره قد يغير ملامح قطاع الطاقة عالمياً.

قدرات متطورة

الروبوت الجديد يتميز بنظام مبتكر يتكون من ثلاث أذرع رئيسية، خضعت مؤخراً لاختبارات دقيقة أشرف عليها خبراء الطاقة والروبوتات. 

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "ساينس آند تكنولوجي ديلي" الحكومية، فقد اجتاز النظام هذه الاختبارات بنجاح في 15 سبتمبر، وأظهر كفاءة عالية في التعامل مع الأحمال الثقيلة، حيث استطاعت الذراع الرئيسية رفع حمولة تصل إلى 60 طناً، وهو رقم يفوق قدرات معظم الأنظمة الروبوتية المماثلة في العالم، مع دقة مذهلة في التثبيت لا تتجاوز 4 ملم عند الرفع العمودي، مما يعكس مدى التطور التقني الذي وصلت إليه الصين في هذا المجال.

مقارنة لافتة

ما يميز هذا الإنجاز الصيني ليس فقط ضخامة الحمولة التي يمكن للروبوت التعامل معها، بل أيضاً الفارق الكبير عند مقارنته بالأنظمة الأخرى المطورة في دول متقدمة، ففي اليابان على سبيل المثال، طورت شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة ذراعاً روبوتية بطول 7 أمتار مخصصة لصيانة أوعية المفاعلات النووية، غير أن طاقتها القصوى لم تتعدَ طنين اثنين فقط. 

هذا التباين الكبير بين النظامين يبرز الفجوة التقنية التي بدأت الصين تفرضها في مجال الروبوتات الموجهة للتعامل مع أخطر بيئات العمل وأكثرها تعقيداً.

خطوة استراتيجية

يرى محللون أن هذا الإنجاز يمثل جزءاً من استراتيجية صينية شاملة للهيمنة على مجال الطاقة المستقبلية، حيث تستثمر بكين مليارات الدولارات في مشاريع الاندماج النووي، إيماناً منها بأن هذا النوع من الطاقة النظيفة قد يكون الحل الأمثل لأزمة الطاقة العالمية وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. 

ويأتي الروبوت الجديد كأداة أساسية في تسريع التجارب وضمان استمرارية عمل المفاعلات دون مخاطر بشرية، إذ إن بيئة المفاعلات المخصصة للاندماج شديدة الخطورة ولا يمكن للإنسان العمل داخلها لفترات طويلة.

ومن المتوقع أن يُسهم هذا الابتكار في تمهيد الطريق أمام الصين لمواصلة تجاربها في مفاعلات "التوكاماك"، وهي الأجهزة التي تستخدم حقولاً مغناطيسية قوية لحصر البلازما عند درجات حرارة مرتفعة جداً، شبيهة بتلك الموجودة في نواة الشمس. 

وإذا تمكنت بكين من حل التحديات التقنية والاقتصادية التي تواجه هذا القطاع، فقد تكون على أعتاب تحقيق قفزة غير مسبوقة في مجال الطاقة النظيفة والمستدامة.

وبينما تواصل دول مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان جهودها في مشاريع مماثلة، فإن التطور السريع للصين في مجال الروبوتات المساندة والتجارب الفعلية يضعها في موقع متقدم قد يمنحها الأفضلية في سباق السيطرة على "شمس المستقبل".

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً