تيك توك يقترب من صفقة أمريكية تاريخية تضمن بقاءه في السوق بعد جدل طويل

دخل تطبيق تيك توك الشهير مرحلة مفصلية في مسيرته داخل الولايات المتحدة، بعدما كشفت وكالة بلومبرغ عن اقتراب التوصل إلى اتفاق نهائي بين الشركة المالكة "بايت دانس" والحكومة الأمريكية، بهدف تسوية الأزمة التي ظلت تلقي بظلالها على مستقبل التطبيق لعدة سنوات. 

وتعد هذه الخطوة بمثابة انفراجة مرتقبة لإنهاء حالة الغموض بشأن مصير المنصة التي يستخدمها ملايين الأمريكيين يوميًا، وسط جدل سياسي وأمني متواصل حول مخاطر البيانات والخوارزميات.

دور أوراكل

وبحسب تفاصيل الصفقة المقترحة، ستتولى شركة أوراكل الأمريكية إدارة خوارزمية تيك توك داخل الولايات المتحدة، مع العمل على إعادة تدريبها "من الصفر". 

ويشمل الاتفاق المقترح أن تؤول ملكية التطبيق إلى ائتلاف من المستثمرين الأمريكيين، بينما تحتفظ الشركة الأم الصينية بنسخة من الخوارزمية لأغراض منفصلة، من دون أن يكون لها أي سيطرة على النسخة المخصصة للمستخدمين الأمريكيين. 

هذا الترتيب يهدف إلى طمأنة المشرعين الذين أبدوا مخاوف متكررة من إمكانية استغلال بيانات المستخدمين في أغراض سياسية أو تجسسية.

أمن البيانات

وتتضمن الصفقة أيضًا أن تدير أوراكل الخوادم التي تخزن بيانات المستخدمين الأمريكيين، مع ضمان أن بايت دانس لن تتمكن من الوصول إلى هذه البيانات أو إلى الخوارزمية الجديدة بأي شكل. 

وقد شدد البيت الأبيض، في بيان رسمي، على أن هذا الترتيب يشكل حلًا عمليًا لمعالجة المخاوف المتعلقة بأمن المعلومات، ويعزز الثقة في استمرار التطبيق تحت إشراف محلي صارم. 

غير أن خطوة إعادة تدريب الخوارزمية بالكامل تثير قلق بعض المراقبين، نظرًا إلى أنها قد تؤدي إلى فقدان القيمة الجوهرية التي ميزت تيك توك عن باقي المنصات المنافسة، والمتمثلة في قوة نظام التوصيات ودقته العالية في تلبية اهتمامات المستخدمين.

خطوة سياسية

ويرجح التقرير أن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب يستعد لإصدار أمر تنفيذي خلال الأسبوع الجاري، للموافقة رسميًا على الاتفاق، تمهيدًا لوضع نهاية للأزمة التي شغلت الرأي العام والسياسيين في واشنطن لشهور طويلة. 

هذه الخطوة تأتي في وقت حساس، إذ ارتبط مستقبل تيك توك في الولايات المتحدة بمناقشات حادة داخل الكونغرس، وتباين في وجهات النظر بين من يرون التطبيق تهديدًا للأمن القومي، ومن يعتبرونه أداة للترفيه والإبداع لا يمكن الاستغناء عنها.

وبالرغم من هذه الانفراجة، يبقى الغموض قائمًا بشأن الجدول الزمني لإعادة تدريب الخوارزمية، وكذلك حول المدة التي ستستغرقها عملية الانتقال إلى النظام الجديد قبل أن يلحظ المستخدمون أي تغييرات فعلية في تجربة استخدام التطبيق. 

ورغم أن الاتفاق قد يضمن استمرار المنصة في السوق الأمريكية، إلا أنه يفتح الباب أمام تساؤلات أوسع حول مدى قدرة النسخة الجديدة على الحفاظ على نفس جاذبية المحتوى التي صنعت نجاح تيك توك عالميًا.