استثمارات التأمين الرقمي تقفز إلى 15.4 مليار دولار مدفوعة بالذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء

التأمين الرقمي “InsurTech”
ياسين عبد العزيز
يشهد قطاع التأمين الرقمي، المعروف اصطلاحًا بـ InsurTech، طفرة غير مسبوقة تجعله واحدًا من أكثر القطاعات المالية ارتباطًا بالتكنولوجيا الحديثة، فوفقًا لتقرير صادر عن شركة "Deloitte"، بلغ حجم الاستثمارات الموجهة إلى الشركات الناشئة في هذا المجال نحو 15.4 مليار دولار في عام 2023، وهو ما يعكس حجم الثقة المتزايدة في قدرة الحلول الرقمية على إعادة تشكيل مستقبل التأمين.
شركات رائدة مثل "Lemonade" الأمريكية و"ZhongAn" الصينية باتت تمثل رموزًا لهذا التحول، إذ تعتمد على الخوارزميات المتطورة لتحليل البيانات الواردة من العملاء عبر الهواتف الذكية ومنصات الاتصال المختلفة.
الذكاء الاصطناعي
لا شك أن الذكاء الاصطناعي أصبح الركيزة الأساسية التي تقوم عليها صناعة التأمين الرقمي، إذ تسعى شركات التأمين إلى توظيف تقنيات التعلم الآلي لمعالجة البيانات الضخمة واكتشاف محاولات الاحتيال بدقة تصل إلى 90%، مقارنة بنسبة 70% باستخدام الطرق التقليدية.
وتشير بيانات صادرة عن "Accenture" إلى أن دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي ساعد بعض الشركات على تحقيق وفورات تشغيلية قدرت بنحو 1.2 مليار دولار خلال عامين فقط، وهو ما يؤكد أن الفوائد الاقتصادية لهذه التكنولوجيا تتجاوز مجرد تحسين الكفاءة إلى إحداث تغيير جوهري في نماذج العمل.
وبفضل قدراته على التنبؤ بالمخاطر وتخصيص السياسات التأمينية، أسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة العملاء بشكل ملموس، إذ بات بإمكان المستخدمين الحصول على خطط تأمين مصممة خصيصًا لهم في دقائق معدودة، من خلال واجهات تفاعلية تعمل على الهواتف الذكية، مما عزز من سرعة انتشار هذه الحلول بين فئات الشباب والمهنيين.
إنترنت الأشياء
بالتوازي مع ذلك، يلعب إنترنت الأشياء دورًا محوريًا في تسريع هذا التحول، فقد أصبح من المعتاد أن تعتمد شركات التأمين على أجهزة استشعار متصلة بشبكات 5G لمراقبة سلوكيات العملاء في الوقت الفعلي.
وفي قطاع السيارات على سبيل المثال، كشفت شركة "Progressive" الأمريكية أن نحو 45% من وثائق التأمين الجديدة في عام 2024 تم تسعيرها بناءً على بيانات القيادة الحية، ما يتيح للشركة تحديد أقساط أكثر دقة وإنصافًا، ويحفّز السائقين على الالتزام بقواعد المرور.
ولا يقتصر دور إنترنت الأشياء على المركبات فقط، بل يمتد إلى الصحة والتأمين المنزلي أيضًا، إذ تسمح الأجهزة القابلة للارتداء بجمع بيانات يومية عن النشاط البدني ومستويات النوم وضغط الدم، ليجري استخدامها في صياغة عروض تأمينية شخصية، في حين تسهم أجهزة الاستشعار المنزلية في الكشف المبكر عن المخاطر مثل الحرائق أو التسربات المائية، ما يقلل من احتمالات الخسائر المالية الكبرى.
أسواق ناشئة
أما على صعيد التوقعات المستقبلية، فيرجح محللون أن يقفز حجم سوق التأمين الرقمي عالميًا ليصل إلى نحو 85 مليار دولار بحلول عام 2030، مدعومًا بالانتشار السريع لشبكات الاتصالات عالية السرعة في الأسواق الناشئة مثل الهند والبرازيل ومصر.
هذه الطفرة ستضع شركات التأمين التقليدية أمام تحديات جذرية، حيث لن يكون أمامها سوى خيارين: إما الإسراع في تبني التحول الرقمي لمجاراة المنافسة، أو مواجهة خطر فقدان حصصها السوقية لصالح شركات ناشئة أكثر قدرة على التكيف مع التغيرات.
وبالنظر إلى زخم الابتكار والتسارع التكنولوجي، يبدو أن التأمين الرقمي لم يعد مجرد اتجاه عابر، بل أصبح مكونًا رئيسيًا في البنية المستقبلية لقطاع الخدمات المالية، فبينما تستفيد الشركات من تقليل التكاليف التشغيلية وتحسين إدارة المخاطر، يحصد العملاء أيضًا تجربة أكثر شفافية وكفاءة، وهو ما يرسّخ مكانة InsurTech كأحد أبرز ثمار الثورة الرقمية في العقد الحالي.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً