محادثات مبكرة بين إنتل وآبل لتعزيز الاستثمارات المشتركة

دخلت شركة إنتل في نقاشات مع آبل حول إمكانية حصولها على استثمار مباشر، وذلك في إطار سعيها لإيجاد شركاء استراتيجيين يدعمون خطط الإنعاش بعد سنوات من التراجع.

وكشفت وكالة بلومبرج أن هذه المباحثات لا تزال في مراحلها الأولية وقد لا تفضي إلى اتفاق نهائي، لكن مجرد تسريب الخبر دفع بأسهم إنتل إلى الارتفاع بنسبة 6% عند إغلاق التداول، ما يعكس حجم الترقب لدى المستثمرين تجاه أي تحرك جديد من جانب الشركة.

سباق رقائق

الرئيس التنفيذي لإنتل ليب بو تان يواصل جهوده لاستعادة مكانة الشركة في صناعة الرقائق، إذ تسعى إنتل لتعويض خسائرها في سباق الذكاء الاصطناعي بعدما تراجعت خلف منافسين بارزين مثل إنفيديا وإيه إم دي.

وكانت إنفيديا قد استثمرت قبل أيام 5 مليارات دولار في إنتل مقابل حصة تقارب 4% من أسهمها، في صفقة غير مسبوقة جاءت بعد تدخل حكومي أميركي لترتيب استحواذ الدولة على جزء من الشركة بهدف إنقاذها من الانهيار.

استثمارات جديدة

في موازاة ذلك، حصلت إنتل مؤخرًا على دعم مالي من مجموعة سوفت بنك اليابانية، وتعمل في الوقت نفسه على فتح قنوات تواصل مع شركات أخرى لاستقطاب استثمارات إضافية.

ويرى محللون أن نجاح الشركة في إقناع عملاء كبار بالاعتماد على مصانعها لإنتاج الشرائح سيكون عاملًا حاسمًا في مستقبلها، خصوصًا في ظل التعثر المستمر لمشروع تصنيعها 18A.

بينما تواصل الشركة التايوانية TSMC التقدم بثبات عبر تقنيتها المتطورة N2، وهو ما يضع إنتل في موقف صعب إذا لم تعزز من قدراتها الإنتاجية.

تقنيات تبريد

على صعيد موازٍ، تشهد صناعة الرقائق تطورًا تقنيًا ملحوظًا، حيث أعلنت مايكروسوفت عن ابتكار يعتمد على تبريد داخلي للرقائق باستخدام قنوات ميكروفلويديك محفورة بدقة في السيليكون، تتيح مرور سائل تبريد مباشرة على سطح الرقاقة، ما يؤدي إلى خفض حرارة معالجات الرسوميات بنسبة تصل إلى 65% مقارنة بالأنظمة التقليدية.

ويعتبر هذا الابتكار خطوة مهمة لتحسين كفاءة الأداء في ظل تزايد استهلاك الطاقة الناتج عن تشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي.

المحادثات بين إنتل وآبل تمثل جزءًا من مشهد عالمي يشهد تغيرات متسارعة في صناعة أشباه الموصلات، حيث تبحث الشركات عن شراكات تعزز قدرتها على مواكبة الطلب المتنامي على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وبينما تتأخر إنتل في اللحاق بالركب، فإن تحالفها المحتمل مع آبل قد يمنحها فرصة جديدة لتثبيت وجودها في سوق يشهد تنافسًا غير مسبوق.