الإثنين، 03 نوفمبر 2025

07:41 م

كوالكوم تحدد عام 2028 موعداً لظهور أول أجهزة تعمل بتقنية 6G

6G

6G

A A

بدأت كوالكوم مرحلة جديدة في سباق تطوير شبكات الاتصال العالمية، بعد إعلانها عن موعد إطلاق أولى الأجهزة المتوافقة مع إنترنت الجيل السادس 6G، مؤكدة أن عام 2028 سيكون نقطة الانطلاق الأولى لهذه التقنية التي تهدف إلى تغيير مفهوم الاتصال بين الإنسان والآلة، وفتح الباب أمام موجة جديدة من الابتكار في عالم الشبكات الذكية.

رؤية جديدة

كشف الرئيس التنفيذي لشركة كوالكوم كريستيانو أمان، خلال فعالية الشركة السنوية بعنوان "رؤية المستقبل"، أن الشركة تستعد لإطلاق أجهزة تجريبية مزودة بتقنية 6G خلال السنوات الثلاث المقبلة، موضحاً أن هذه الأجهزة ستكون مخصصة للاختبارات التقنية قبل طرحها تجارياً. 

وقال أمان إن الجيل السادس من الإنترنت صُمم ليكون حلقة وصل متقدمة بين السحابة والأجهزة الطرفية، مؤكداً أن تطوير هذه التقنية يركز على دمج الذكاء الاصطناعي داخل بنية الشبكات.

وأوضح أمان أن الفارق بين الجيلين الخامس والسادس لا يقتصر على سرعة التحميل أو سعة النطاق الترددي، بل يمتد إلى تحويل الشبكة إلى منظومة إدراكية قادرة على الإحساس البيئي وتحليل البيانات الحسية، مما يتيح استخدامات جديدة كلياً في مجالات النقل الذكي، المدن المتصلة، والرعاية الصحية الرقمية. 

وأشار إلى أن كوالكوم تعمل على هذا المشروع منذ أعوام، وأن الأجهزة الأولى ستوفر "ذكاء سياقياً" على نطاق واسع.

مرحلة تجريبية

رغم أن إطلاق هذه الأجهزة لا يعني وصول منتجات استهلاكية فورية، إلا أن إعلان كوالكوم يشير إلى بداية المرحلة التجريبية الحقيقية لمعيار الاتصالات اللاسلكي 6G، الذي سيحل تدريجياً محل الجيل الخامس المستخدم حالياً. 

وتُعد تقنية 5G اليوم الأساس لمعظم الهواتف الحديثة، بعد أن دخلت الأسواق الكبرى منذ نحو خمس سنوات، إلا أن 6G سيقدم قفزة أكبر من حيث التكامل بين الأجهزة والسحابة.

ويتوقع محللو الصناعة أن الانتقال من 5G إلى 6G سيتطلب إعادة تصميم شاملة في تقنيات أشباه الموصلات، البنية التحتية للشبكات، والخوارزميات التي تدير الاتصال والذكاء الاصطناعي. 

وتشير تقديرات عدة إلى أن الهواتف التجارية التي تدعم 6G قد تصل للأسواق قبل عام 2030، وهو ما يعني أن السنوات القادمة ستشهد منافسة قوية بين الشركات المصنعة لتطوير هذه المنظومة.

تحول تقني

يرى خبراء التكنولوجيا أن 6G لن يكون مجرد تحسين في السرعة، بل بداية لحقبة جديدة تجعل الأجهزة الذكية جزءاً من شبكة موحدة تجمع بين العالمين المادي والرقمي. 

ويتوقع البعض أن تُصبح الهواتف الذكية أقل أهمية خلال العقد المقبل، مع ظهور أجهزة جديدة تعتمد على الواقع الممتد، والنظارات الذكية، وأنظمة القيادة الذاتية، التي ستتصل ببعضها بشكل مباشر عبر شبكة موحدة فائقة الذكاء.

وقد تناول مؤتمر موبايل وورلد كونغرس الذي عقد هذا العام في برشلونة هذه التطورات بشكل موسع، حيث عرضت شركات الاتصالات الكبرى رؤاها حول مستقبل الاتصال بعد 5G، واتفق معظمها على أن الجيل السادس سيغير مفهوم البنية التحتية للاتصال العالمي.

لكن رغم الحماس تجاه 6G، لا يزال انتشار 5G محدوداً، فوفقاً لتقرير صادر عن مؤسسة "استراتيجية أنالتيكس"، لا يستخدم سوى شخص واحد من كل سبعة حول العالم هاتفاً يدعم الجيل الخامس، وهو ما يعكس بطء تبني التكنولوجيا مقارنة بحجم الاستثمارات الضخمة التي تجاوزت مئات المليارات من الدولارات. 

ويؤكد التقرير أن شركات الاتصالات ما زالت تواجه تحديات في تحقيق عائدات ملموسة من شبكات 5G، مما يجعل 6G فرصة لإعادة تعريف الجدوى الاقتصادية لقطاع الاتصال العالمي.

في المقابل، تسعى كوالكوم إلى ترسيخ مكانتها في قلب هذا التحول، عبر تقديم حلول موجهة للشركات والحكومات والمؤسسات الصناعية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، وهي قطاعات يُتوقع أن تكون المستفيد الأكبر من الجيل السادس. 

ومع بدء العد التنازلي حتى 2028، يبدو أن سباق الهيمنة على شبكات 6G قد بدأ فعلاً، وأن العقد القادم سيشهد إعادة صياغة شاملة لمفهوم الاتصال والتواصل حول العالم.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً