الإثنين، 06 أكتوبر 2025

12:29 ص

tru

دراسة أمريكية تؤكد غياب الأدلة على فقدان البشر وظائفهم بسبب الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

ياسين عبد العزيز

A A

أصدرت جامعة ييل الأمريكية تقريرًا بحثيًا جديدًا ينفي وجود مؤشرات قوية على أن الذكاء الاصطناعي بدأ يقضي على فرص العمل في سوق الوظائف الأمريكية، حيث أوضح الباحثون أن التحولات في أنماط التوظيف منذ ظهور أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي لم تؤد حتى الآن إلى أية اضطرابات كبيرة، وهو ما يتعارض مع المخاوف التي أثارتها شركات وخبراء خلال الأعوام الماضية.

سوق العمل

أكد فريق مختبر الموازنة في جامعة ييل أنه تابع عن كثب التغيرات التي طرأت على سوق العمل منذ إطلاق نموذج ChatGPT في نوفمبر 2022، مرورًا بإصدار نماذج أكثر تطورًا لاحقًا، مشيرًا إلى أن البيانات لم تظهر تأثيرات سلبية واسعة النطاق، إذ لم يسجل الباحثون انخفاضًا ملموسًا في فرص العمل أو موجات تسريح كبرى مرتبطة مباشرة بالتوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي.

وأشار التقرير إلى أن السوق ظل مستقرًا خلال العامين الماضيين، وهو ما يشير إلى أن التكنولوجيا الجديدة لم تصل بعد إلى مستوى يشكل تهديدًا مباشرًا على الوظائف.

المخاوف العالمية

رغم هذه النتائج، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة في عدة أوساط اقتصادية، حيث حذر خبراء من احتمالية أن تشهد بعض القطاعات التقليدية انخفاضًا ملحوظًا في أعداد العاملين خلال السنوات المقبلة، ففي مايو 2025 صرح داريو أمودي الرئيس التنفيذي لشركة Anthropic بأن الوظائف المكتبية تحديدًا قد تنخفض بنسبة تصل إلى 50% خلال خمس سنوات إذا استمر الذكاء الاصطناعي في التطور بالمعدل الحالي.

كما قامت شركات عالمية مثل IBM و Salesforce باتخاذ خطوات عملية عبر خفض أعداد موظفيها، مبررة هذه الإجراءات بإعادة هيكلة أنظمتها التشغيلية في ضوء استخدام التقنيات الذكية.

وفي السياق ذاته، اتخذت شركات مثل Fiverr قرارات مماثلة بالتقليل من العمالة البشرية، مشيرة إلى أن الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في بعض المهام الإدارية والتنفيذية أسهم في هذا الاتجاه.

هذه الخطوات عززت قلق العاملين في مجالات متعددة، ودفعت النقاشات حول مستقبل الوظائف إلى صدارة المشهد الاقتصادي العالمي.

دراسات متباينة

في الوقت نفسه، نشرت شركة مايكروسوفت دراسة خاصة حول القطاعات الأكثر عرضة لتأثيرات الذكاء الاصطناعي، إلا أنها لم تتوصل إلى نتائج تؤكد فرضية اختفاء الوظائف بشكل كامل، بل ركزت على أن التغييرات قد تطال طبيعة العمل أكثر من القضاء على الوظائف نفسها.

ويرى بعض الخبراء أن ذلك يعني إعادة توزيع المهام بين البشر والأنظمة الذكية بدلًا من استبدال العمالة البشرية كليًا، وهو ما قد يفتح الباب أمام نماذج جديدة من التوظيف تعتمد على التكامل بين الطرفين.

ويشير محللون اقتصاديون إلى أن الدراسات الحالية لا تقدم صورة نهائية عن مستقبل الوظائف، نظرًا لأن التكنولوجيا لا تزال في مرحلة متسارعة من التطور، ما يجعل التنبؤات عرضة للتغير وفقًا لاستخدامات الشركات والجهات الحكومية.

وبالرغم من أن نتائج جامعة ييل تبعث على الطمأنينة، إلا أن الجدل حول التأثيرات المستقبلية سيستمر مع دخول الذكاء الاصطناعي في المزيد من القطاعات.
 

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً