الإثنين، 06 أكتوبر 2025

12:46 م

tru

نينتندو تتحرك رسميًا ضد الذكاء الاصطناعي وتطالب الحكومة بتنظيمه في الألعاب

نينتندو

نينتندو

ياسين عبد العزيز

A A

تسعى شركة نينتندو اليابانية إلى إعادة رسم ملامح العلاقة بين صناعة الألعاب والذكاء الاصطناعي التوليدي، بعد أن بدأت مؤخرًا في اتخاذ خطوات حقيقية للحد من استخدام هذه التقنية في عمليات تطوير الألعاب. 

وبينما ظلت الشركة لفترة طويلة تقلل من أهمية الذكاء الاصطناعي في منتجاتها، يبدو أن الموقف تغير الآن، مع تصاعد قلقها من تأثيرات هذه التقنيات على حقوق الملكية الفكرية والإبداع البشري.

ضغوط رسمية

فقد كشف النائب في البرلمان الياباني ساتوشي أسانو عن أن نينتندو تمارس ضغوطًا متزايدة داخل الحكومة اليابانية من أجل فرض قيود صارمة على استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في تطوير الألعاب. 

وأوضح أسانو، في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية أعدّت مؤخرًا دليلًا رسميًا بعنوان “دليل استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في إنشاء المحتوى”، يهدف إلى توجيه الشركات نحو الاستخدام المسؤول للتقنيات الحديثة.

وبحسب الدليل، يجب على الشركات ضمان عدم استعارة أو نسخ أعمال قائمة أثناء تطوير المحتوى باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. 

وتعتبر نينتندو من أبرز الداعمين لهذه التوصيات، نظرًا لتاريخها الطويل في الدفاع عن حقوقها الفكرية ضد أي انتهاكات، سواء من اللاعبين أو من مطوري الألعاب المستقلين الذين يحاولون إعادة استخدام شخصياتها الشهيرة دون تصريح رسمي.

موقف مبدئي

وتعكس هذه الخطوة رغبة نينتندو في ترسيخ نهجها المحافظ داخل عالم الألعاب، إذ أكد رئيس الشركة شونتارو فوروكاوا في تصريحات سابقة أن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يؤدي إلى فقدان “اللمسة الإبداعية الإنسانية” التي تميز أعمال نينتندو منذ تأسيسها. 

من جانبه، شدد شيغيرو مياموتو، مبتكر ألعاب ماريو وزيلدا، على أن الشركة لا تتبع الاتجاهات الشائعة في الصناعة، بل تسعى للحفاظ على طابعها الإبداعي الأصيل الذي جعلها واحدة من أكثر الشركات تأثيرًا في تاريخ الألعاب.

وفي المقابل، يرى بعض المطورين في اليابان أن موقف نينتندو المتشدد قد يعيق الابتكار، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دورًا مساعدًا في تحسين الكفاءة خلال مراحل تطوير الألعاب الطويلة والمعقدة.

جدل مستمر

من بين الأصوات المؤيدة للاستخدام المنضبط للذكاء الاصطناعي، برز اسم ماساهيرو ساكوراي، مبتكر سلسلتي Super Smash Bros. وKirby، الذي أكد أن التقنية يمكن أن تكون مفيدة لتخفيف الأعباء عن المطورين دون أن تحل محلهم، وأضاف أن الهدف يجب أن يكون “تحسين الإنتاجية وتسهيل الإبداع، لا استبدال المبدعين أنفسهم”.

لكن على الرغم من هذا التوجه الوسطي، تشير دراسة حديثة صادرة عن جمعية موردي الترفيه الحاسوبي اليابانية (CESA) إلى أن أكثر من نصف شركات الألعاب في اليابان ترحب باستخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات التطوير، فشركات مثل Capcom ترى أن التقنية يمكن أن تُستخدم بشكل آمن دون المساس بحقوق النشر، في حين بدأ بعض المطورين بالفعل بتضمين عناصر وأصوات مولّدة عبر الذكاء الاصطناعي داخل ألعابهم، وهو ما دفع منصة Steam إلى إضافة إشعارات خاصة بهذا النوع من المحتوى لضمان الشفافية.

مستقبل غامض

ورغم الشعبية الواسعة التي تحظى بها نينتندو وموقفها الأخلاقي الصارم، إلا أن الطريق أمامها ليس سهلاً، فالموجة التقنية التي تجتاح صناعة الألعاب تبدو أقوى من أن يتم إيقافها، خاصة في ظل التطور السريع لأدوات الذكاء الاصطناعي التي باتت تتيح إنشاء عوالم رقمية وشخصيات وصوتيات بجودة عالية وفي وقت قياسي. 

ومع هذا الواقع الجديد، يعتقد كثير من المحللين أن نينتندو ستجد نفسها قريبًا أمام خيارين: إما التكيّف مع هذه التقنيات بحدود مدروسة، أو مواجهة خطر التأخر عن المنافسين الذين تبنوا الذكاء الاصطناعي كجزء من عملية الإبداع.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً