الأحد، 02 نوفمبر 2025

09:53 م

تطبيق Sora من OpenAI يفتح عصرًا جديدًا للتزييف العميق على الإنترنت

Sora

Sora

A A

يشهد العالم الرقمي تحولا غير مسبوق بعد إطلاق شركة OpenAI لتطبيقها الجديد Sora، الذي يسمح بإنشاء مقاطع فيديو كاملة باستخدام الذكاء الاصطناعي فقط، اعتمادًا على أوامر نصية بسيطة. 

التطبيق يتيح لأي مستخدم كتابة وصف قصير ليحوّله النظام خلال دقائق إلى مشهد واقعي يصعب التفرقة بينه وبين المقاطع المصورة الفعلية، ما جعله موضوعًا مثيرًا للجدل منذ لحظة ظهوره.

انتشار واسع

تقول الشركة إن الغاية من التطبيق هي تسهيل إنتاج المحتوى الإبداعي وتوسيع أدوات التواصل البصري، إلا أن النتيجة كانت إثارة قلق عالمي من انتشار التزييف العميق، خصوصًا مع جودة المقاطع التي ينتجها النموذج الجديد Sora 2، إذ تبدو حركات الأشخاص والحوارات داخلها طبيعية إلى درجة تجعل من الصعب اكتشاف أنها مولدة آليًا.

يشبه التطبيق في تصميمه منصات الفيديو القصيرة مثل تيك توك، حيث يظهر المحتوى في صفحة رئيسية تعتمد على خوارزميات التوصية، ويتيح للمستخدم الإعجاب والتعليق والمشاركة. 

كما يقدم ميزة تصفية المقاطع حسب الحالة المزاجية، في محاولة لخلق تجربة شخصية أكثر للمستخدمين، غير أن النقاش الأكبر يدور حول ميزاته التي تتجاوز حدود الاستخدام المألوف.

ميزة مثيرة

الميزة الأكثر جدلاً داخل التطبيق هي Cameos، التي تسمح بإنشاء مقاطع فيديو تظهر فيها وجوه أشخاص آخرين داخل مشاهد جديدة تبدو حقيقية تمامًا. 

يمكن للمستخدم عند إنشاء حسابه أن يضيف صورته ويمنح الآخرين الإذن باستخدامها، مما يفتح الباب لتجارب تفاعلية غير مسبوقة، لكنه يثير في الوقت نفسه تساؤلات عن الخصوصية وأمان الهوية الرقمية.

ورغم أن OpenAI وضعت نظام رقابة يمنع استخدام صور المشاهير من دون تصريح، فإن الخبراء يحذرون من أن المستخدمين قد يتحايلون على هذا النظام لإنتاج محتوى مضلل يتضمن وجوه شخصيات عامة في مواقف لم تحدث، هذا الاحتمال يعزز المخاوف من أن يتحول Sora إلى أداة تزييف متطورة يصعب رصدها بسهولة.

تتراوح مدة إنتاج الفيديو الواحد بين دقيقتين وخمس دقائق، وتظهر في المقاطع علامة مائية تشير إلى أنها مولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، غير أن وجود هذه العلامة لا يكفي غالبًا لمنع إساءة الاستخدام، فسهولة إنشاء المحتوى وسرعة انتشاره تجعلان من الصعب السيطرة على تدفق الفيديوهات الزائفة في المنصات الاجتماعية.

وقد سمح المدير التنفيذي لشركة OpenAI سام ألتمان باستخدام صورته داخل التطبيق، ما أدى إلى انتشار مقاطع ساخرة يظهر فيها مع شخصيات كرتونية، الأمر الذي أثار نقاشًا واسعًا حول حدود المزاح والتزييف في الفضاء الرقمي.

الوصول للتطبيق

يتوافر Sora حاليًا لمستخدمي هواتف آيفون في الولايات المتحدة وكندا عبر متجر آب ستور، إلا أن إنشاء الحساب واستخدام جميع الميزات يتطلب دعوة خاصة ضمن المرحلة التجريبية. 

وتخطط الشركة لإطلاق نسخة أندرويد خلال الأسابيع المقبلة، إلى جانب إتاحة نموذج Sora 2 عبر موقعها الرسمي Sora.com ليصبح متاحًا للمستخدمين حول العالم.

ورغم أن الشركة تؤكد التزامها بالشفافية ووضع معايير واضحة لاستخدام التقنية، إلا أن التحدي الحقيقي يكمن في كيفية تعامل الجمهور مع هذا النوع من الأدوات، خاصة في بيئة رقمية بات فيها انتشار الأخبار الزائفة أسرع من تصحيحها.

تحدٍ أخلاقي

يمثل تطبيق Sora علامة فارقة في تطور الذكاء الاصطناعي المرئي، فهو يجمع بين الدقة التقنية والقدرة على التفاعل البشري في محتوى يبدو حقيقيًا تمامًا، لكنه أيضًا يثير قضية مركزية حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، إذ يختبر حدود الوعي الجمعي في عصر لا يمكن فيه الوثوق بالمظاهر الرقمية بسهولة.

ويرى متخصصون أن المرحلة المقبلة ستشهد سباقًا بين مطوري التكنولوجيا وواضعي القوانين، لتحديد كيفية ضبط هذه الأدوات وضمان استخدامها في الأغراض الإبداعية لا التضليلية، كما يشددون على أن مسؤولية المستخدمين أصبحت أساسية في التحقق من مصادر المحتوى قبل مشاركته، خاصة في ظل ما يسمى بـ"الواقع الاصطناعي" الذي يخلط الحقيقة بالخيال.

يبدو أن OpenAI فتحت الباب أمام نقاش طويل حول طبيعة الحقيقة الرقمية ومستقبل المحتوى المرئي، فبينما يرى البعض أن Sora يمثل نقلة نوعية في صناعة الفيديو، يحذر آخرون من أنه قد يغير مفاهيم الثقة في الفضاء الإلكتروني، وبين هذا وذاك، تظل المسافة بين الإبداع والتزييف أقصر من أي وقت مضى.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً