الأحد، 12 أكتوبر 2025

10:27 ص

tru

الصين تتسابق مع أمريكا في الذكاء الاصطناعي وتغير موازين القوة العالمية

الصين

الصين

A A

نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية مقالًا تحليليًا للدكتور دان وانغ، زميل معهد هوفر بجامعة ستانفورد والمتخصص بالشؤون الصينية، تناول فيه التحولات المتسارعة في سباق الذكاء الاصطناعي بين الولايات المتحدة والصين، مؤكدًا أن مؤشرات الأداء تشير إلى اقتراب الصين من كسر احتكار واشنطن لهذا القطاع الاستراتيجي.

تقدم صيني

بحلول نهاية 2024، أظهرت شركة “ديب سيك DeepSeek” الصينية أن وادي السيليكون لم يعد وحده المسيطر على النماذج المتقدمة، إذ تمكن نموذجها اللغوي الكبير من تحقيق أداء مماثل لنماذج أمريكية باستخدام عدد أقل من الرقاقات الإلكترونية، تلا ذلك جهود شركات مثل علي بابا وبايت دانس التي قدمت بدورها نماذج جديدة تنافس الأمريكيين.

حتى قطاع الرقاقات الصيني، المتأثر بالعقوبات الأمريكية، شهد طفرة في إنتاج رقاقات مخصصة للذكاء الاصطناعي، فيما بدأ رواد الأعمال والمستثمرون داخل وادي السيليكون يقدّرون الإنجازات الصينية المتزايدة، خاصة في تصنيع السيارات الكهربائية على نطاق واسع، واستثمارات الطاقة الضخمة، رغم القلق المتنامي من سياسات الإدارة الأمريكية بشأن تأشيرات العمل التقنية.

ميزات هيكلية

الولايات المتحدة تتصدر سباق الذكاء الاصطناعي من حيث القدرات الحاسوبية المتقدمة، لكن الصين تمتلك مزايا هيكلية مهمة، فمحطات البيانات الضخمة تحتاج لطاقة هائلة، وهنا تتفوق الصين، إذ أضافت خلال النصف الأول من 2025 نحو 256 جيجاواط من الطاقة الشمسية، بما يعادل 12 ضعف ما أضافته أمريكا، فضلًا عن 32 مفاعلًا نوويًا قيد الإنشاء مقابل لا شيء في الولايات المتحدة.

على النقيض، تتبنى إدارة ترامب موقفًا معاديًا للطاقة المتجددة، ووصفتها بـ"خدعة القرن"، وأوقفت تطوير مشاريع الرياح البحرية، ما قد يحد توسع مراكز البيانات ويفاقم أزمة الطاقة، بينما الصين توظف مواردها لضمان استمرارية الإمدادات الصناعية وتقليل المخاطر على قطاع الذكاء الاصطناعي.

الموارد البشرية

الكفاءات البشرية تمثل المورد الأهم، ومهندسو الذكاء الاصطناعي هم أغلى الأصول، إذ عرضت شركات أمريكية مثل “ميتا” رواتب ضخمة لاستقطاب أفضل المهندسين، ومعظمهم تلقوا تعليمهم في جامعات صينية مرموقة، ويتنقل هؤلاء بين المختبرات الأمريكية والصينية، واعتماد بقائهم في الولايات المتحدة مرتبط بالسياسات الأمريكية وخطابها العدائي تجاه الأجانب.

تصاعد النزعة القومية في أمريكا قد يدفع هذه الكفاءات للعودة إلى الصين، مما يمنح الأخيرة دفعة إضافية، في وقت تركز فيه بكين على استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز الصناعات القائمة وتحسين الكفاءة الاقتصادية، بينما تتجه الشركات الأمريكية لتطبيقات "الذكاء الفائق" وابتكارات أقرب للخيال العلمي، مما يعكس اختلافات استراتيجية جوهرية بين البلدين.

الرقاقات المتقدمة

أكبر عقبة أمام الصين هي محدودية الوصول للرقاقات المتقدمة اللازمة لتدريب النماذج الضخمة، لكن تقارير تشير إلى إمكانية السماح باستثناءات تصديرية لشركتي إنفيديا و AMD، بما يخفف القيود، ويتيح للصين تطوير نماذجها بوتيرة أسرع وتقليل الفجوة مع الولايات المتحدة، ما يجعل التفوق في الذكاء الاصطناعي مسألة متعلقة بقدرة كل دولة على بناء منظومات إنتاجية متكاملة ومستدامة.

يختتم دان وانغ تحليله بالقول إن العالم على أعتاب مرحلة جديدة من المنافسة التكنولوجية بين واشنطن وبكين، عنوانها الذكاء الاصطناعي والطاقة والموارد البشرية، وإذا استمرت الصين في استثماراتها المتسارعة، فقد تضيق الفجوة مع الولايات المتحدة خلال سنوات قليلة وربما تغير موازين القوة التقنية العالمية.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً