السبت، 11 أكتوبر 2025

10:27 م

tru

طفل أميركي يواجه الاعتقال بسبب سؤال مثير وجهه إلى ChatGPT

ChatGPT

ChatGPT

A A

أثار حادث في ولاية فلوريدا جدلاً واسعاً بعد أن اعتقلت الشرطة طفلاً يبلغ من العمر 13 عاماً بسبب سؤال طرحه على برنامج الذكاء الاصطناعي “ChatGPT” داخل مدرسته، حيث استخدم الطالب جهاز الكمبيوتر المدرسي ليسأل النظام سؤالاً صادماً: “كيف أقتل صديقي في منتصف الحصة”، وهو ما فعّل نظام المراقبة الإلكتروني في المدرسة وأدى إلى تدخل فوري من السلطات.

تشير التقارير إلى أن الحادث وقع في مدرسة “Southwestern Middle School” بمدينة “DeLand” الواقعة شمال أورلاندو، حيث يعمل نظام المراقبة المدعوم بالذكاء الاصطناعي “Gaggle” على تتبع الأنشطة الرقمية في أجهزة الطلاب لمنع أي محتوى مقلق أو تهديد محتمل، وقد أرسل النظام تنبيهاً فورياً إلى الضابط المسؤول عن أمن المدرسة بعد اكتشاف السؤال، ما قاد إلى احتجاز الطالب داخل الحرم المدرسي خلال دقائق.

تدخل فوري

ذكرت محطة “WFLA” التابعة لشبكة “NBC” أن الشرطة تعاملت مع الحادث بجدية رغم تأكيد الطالب أنه كان يمزح مع صديقه، إلا أن السلطات رأت في الأمر تهديداً محتملاً، خاصة في ظل التاريخ الطويل لحوادث العنف المدرسي في الولايات المتحدة. 

وتأتي هذه الحساسية الأمنية نتيجة حوادث إطلاق النار السابقة التي هزت البلاد، مثل مجزرة “Marjory Stoneman Douglas” في مدينة باركلاند بفلوريدا، التي خلفت 17 قتيلاً وأعادت فتح النقاش حول سلوك المراهقين على الإنترنت وأثر التكنولوجيا في تشكيل أفكارهم.

تم اعتقال الطفل من قبل شرطة مقاطعة “فولوسيا” ونقله إلى مركز احتجاز محلي، حيث أظهرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي لحظة إخراجه من سيارة الشرطة وهو مكبل اليدين، في مشهد أثار انقساماً بين مؤيدين للإجراء الأمني ومعارضين اعتبروا أن التعامل مع طفل بهذا الشكل المبالغ فيه يعكس خوفاً مفرطاً من التكنولوجيا.

تحذير للآباء

وجه مكتب شرطة المقاطعة رسالة مباشرة إلى أولياء الأمور طالبهم فيها بمراقبة استخدام أطفالهم للتطبيقات الذكية، موضحاً أن “مزحة واحدة يمكن أن تتحول إلى حالة طوارئ حقيقية داخل المدرسة”. 

وأكدت السلطات أن الحوار المفتوح مع الأبناء حول الاستخدام المسؤول للتقنيات الحديثة أصبح ضرورة، خصوصاً مع توسع دور الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية داخل المدارس والمنازل.

وشددت الشرطة على أن الطفل لم يكن يمتلك أي نية فعلية لتنفيذ ما قاله، لكن خطورة الموقف تكمن في الطريقة التي تُفسر بها الأنظمة الأمنية مثل هذه العبارات، إذ تُعامل جميع الإشارات الرقمية التي تتعلق بالعنف على أنها تهديدات جدية يجب التصرف حيالها فوراً لمنع أي مأساة محتملة.

رقابة ذكية

من جهة أخرى، أطلقت شركة “OpenAI” مؤخراً أدوات رقابة أبوية جديدة داخل “ChatGPT”، تتيح للأسر تحديد كيفية تفاعل أطفالهم مع المنصة، وتقييد الوصول إلى أنواع معينة من الأسئلة أو المحادثات. 

كما وفرت الشركة صفحة موارد مخصصة للآباء تهدف إلى توعيتهم بطرق الاستخدام الآمن للتطبيق، وهي خطوة جاءت بعد سلسلة من الحوادث التي تورط فيها مستخدمون صغار السن بطرح أسئلة غير لائقة أو حساسة.

ويؤكد خبراء التكنولوجيا أن مثل هذه الحوادث تكشف الحاجة إلى موازنة دقيقة بين حرية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي والرقابة الوقائية، خاصة في بيئات تعليمية تضم أطفالاً ومراهقين، فبينما يرى البعض أن اعتقال طفل بسبب “سؤال رقمي” يعكس إفراطاً في الإجراءات الأمنية، يعتقد آخرون أن الحذر المسبق بات ضرورياً في عالم يمكن أن تتحول فيه الكلمات المكتوبة على شاشة إلى إشارات خطر حقيقية.

يبقى الجدل قائماً حول حدود المسؤولية في مثل هذه القضايا، لكن المؤكد أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءاً من المعادلة الأمنية والاجتماعية في المدارس، وأن ما حدث في فلوريدا قد يكون بداية مرحلة جديدة من النقاش حول استخدام الأطفال للتقنيات الذكية تحت أعين أنظمة المراقبة الرقمية.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً