جوجل تطلق ترند جديد يحوّل صور المستخدمين لعالم أنمي مذهل

أطلقت شركة جوجل موجة رقمية جديدة عبر تطبيقها الشهير Gemini، الذي أصبح خلال أيام قليلة ترندًا عالميًا بعد أن أتاح للمستخدمين تحويل صورهم العادية إلى لوحات فنية بأسلوب الأنمي الياباني، هذه الميزة الفريدة، التي أُعلن عنها عبر الحساب الرسمي للتطبيق على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، أعادت تعريف مفهوم الفن التفاعلي، حيث تمكن المستخدمين من بناء عوالم خيالية نابضة بالألوان والتفاصيل عبر أداة متطورة تُعرف باسم Nano Banana.

قال الحساب الرسمي لـGemini في تغريدته التي انتشرت بسرعة مذهلة: “بناء عوالم الأنمي أصبح بسيطًا، شاهد كيف يستخدم الناس Gemini لإنشاء قصص مستوحاة من الأنمي وشخصيات جديدة وخلفيات فريدة تشبه صفحات المانغا المفضلة لديك”، هذه الرسالة القصيرة كانت كافية لإشعال الحماس بين عشاق الأنمي والفنانين الرقميين حول العالم، ممن وجدوا في هذه الأداة وسيلة جديدة لتجسيد خيالهم الفني.

ابتكار بصري

لم تتوقف جوجل عند حدود الإعلان، بل عرضت عبر سلسلة من التغريدات المتتابعة أربع طرق رئيسية لتوظيف أداة Nano Banana في إنتاج أعمال فنية مستوحاة من ثقافة الأنمي، وتشمل هذه الطرق تصميم الشخصيات والبيئات والمشاهد التفاعلية، إلى جانب إنشاء رسوم طعام بأسلوب الأنمي الشهير، وإضفاء لمسات "كواي" اللطيفة على الصور الشخصية، فضلًا عن تحويل عناصر الحياة اليومية البسيطة إلى شخصيات أنمي فريدة.

وأبرزت جوجل مجموعة من الأمثلة الواقعية التي نفذها مستخدمون بالفعل، حيث أعادت تغريد مشاريع إبداعية استخدم فيها الفنانون هذه الأداة لتصميم لوحات تحاكي جماليات القصص المصوّرة اليابانية، هذه المشاركات أظهرت مدى تنوع الاستخدامات الممكنة للأداة، من التصميم الجرافيكي إلى سرد القصص المرئية بأسلوب مدهش يمزج بين التقنية والخيال.

أداة استثنائية

من الناحية التقنية، تعتمد Nano Banana على بنية متقدمة من نماذج Gemini التوليدية، ما يسمح بتحويل الأوامر النصية البسيطة إلى تصاميم معقدة عالية الجودة، ويمكن للمستخدم كتابة وصف قصير مثل: “فتاة تحمل مظلة تحت المطر بأسلوب أنمي قديم”، ليقوم النظام بتحويله إلى صورة نابضة بالحياة تحاكي مشهدًا سينمائيًا.

وقدّم أحد المستخدمين البارزين على المنصة، المعروف باسم GeminiOptimusAI، تجربة فريدة من نوعها، حيث استخدم جملة واحدة فقط لإنتاج لوحة مكونة من أربع مشاهد متتابعة بأسلوب “Storyboard”، لتبدو وكأنها مقتطف من فيلم رسوم متحركة، هذا المثال أوضح الإمكانيات الواسعة للأداة في تحويل الأفكار البسيطة إلى قصص مصوّرة متكاملة.

ثورة جديدة

النتائج التي أظهرتها تجارب المستخدمين تؤكد أن جوجل تنقل الآن فن الذكاء الاصطناعي إلى مستوى جديد من السرد البصري، فبدلاً من الاكتفاء بتوليد صور ثابتة، أصبحت النماذج الحديثة قادرة على ابتكار مشاهد متحركة وسرد أحداث متسلسلة تنقل الإحساس والمزاج والمشهد في تدفق فني واحد، هذه النقلة النوعية تجعل من Gemini أداة قادرة على إعادة تعريف مفهوم “الإبداع المشترك بين الإنسان والآلة”، إذ بات بإمكان المستخدم أن يصبح مخرجًا بصريًا لعالمه الخيالي دون الحاجة لأي مهارات تصميم مسبقة.

كما يرى خبراء التقنية أن هذا التوجه الجديد من جوجل ليس مجرد تجربة عابرة، بل خطوة استراتيجية لتعزيز مكانة Gemini كمنافس قوي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي الإبداعية الأخرى مثل Midjourney وRunway، فبينما تركز تلك المنصات على الصور الفنية أو الفيديوهات القصيرة، يبدو أن جوجل تسعى لجعل Gemini منصة شاملة تدمج السرد القصصي، والتصميم الجرافيكي، والفن البصري في تجربة واحدة متكاملة.

في النهاية، يبدو أن عصر “الأنمي المصنوع بالذكاء الاصطناعي” قد بدأ رسميًا، وأن تطبيق Gemini أصبح البوابة التي تعبر من خلالها الإبداعات الرقمية إلى عالم جديد يجمع بين الخيال البشري والدقة الحسابية للآلة في لوحة واحدة لا حدود لخيالها.