حادث شاومي SU7 Ultra يعيد النقاش حول أمان المقابض المخفية

أعاد حادث سيارة Xiaomi SU7 Ultra الأخير إشعال الجدل مجددًا حول سلامة تصميم السيارات الكهربائية الحديثة، ولا سيما فكرة “مقابض الأبواب المدمجة” التي باتت رمزًا للأناقة والانسيابية لكنها أصبحت اليوم موضع اتهام بعد أن تسببت في إعاقة وصول فرق الإنقاذ إلى الركاب أثناء اشتعال السيارة. 

الحادث الجديد الذي هزّ الرأي العام الصيني والعالمي أعاد أيضًا تسليط الضوء على مسؤولية الشركات المصنعة أمام قراراتها التصميمية التي قد تبدو جذابة بصريًا لكنها تحمل في طياتها خطرًا على الأرواح.

حادث مأساوي

بدأت القصة عندما اصطدمت سيارة Xiaomi SU7 Ultra، وهي النسخة الأقوى من سلسلة SU7 الكهربائية، بسرعة عالية على أحد الطرق، مما أدى إلى اندلاع حريق هائل رغم وجود طبقة واقية متطورة للبطارية مصممة لتحمل درجات حرارة مرتفعة. 

حاول المارة التدخل لإنقاذ السائق، لكنهم واجهوا مأزقًا مألوفًا في عالم السيارات الحديثة، إذ لم تعمل مقابض الأبواب المخفية التي تعتمد على الطاقة الكهربائية للانبساط، ولم يكن بالإمكان كسر الزجاج بسهولة رغم المحاولات المتكررة. 

انتهت الحادثة بوفاة السائق، في وقت لم تصدر فيه السلطات أو شركة شاومي أي بيان رسمي حول نتائج التحقيق الأولي أو ما إذا كانت أنظمة الأمان قد فشلت أثناء الاصطدام.

أزمة المقابض

لم يكن هذا الحادث الأول الذي يثير الجدل حول مقابض الأبواب المدمجة، إذ سبق لشركات مثل تسلا أن واجهت انتقادات مماثلة بسبب اعتمادها على تصميمات مشابهة تقلل مقاومة الهواء لكنها تزيد من صعوبة الإنقاذ في الظروف الحرجة. 

وتستخدم سيارة SU7 Ultra نفس الفكرة التصميمية، حيث تختفي المقابض داخل جسم الباب لتمنح السيارة مظهرًا انسيابيًا أنيقًا وتُحسن الأداء الهوائي، إلا أن هذا الخيار أصبح اليوم مثار جدل واسع بعد أن تبين أنه قد يتسبب في تأخير عمليات الإنقاذ عندما تنقطع الطاقة عن المركبة بعد الحوادث.

تؤكد تقارير من الصين أن الجهات التنظيمية هناك بدأت بالفعل مناقشة قرار قد يصل إلى حظر استخدام المقابض الكهربائية المخفية في السيارات الجديدة، مشيرة إلى أن هذه التقنية رغم ابتكارها إلا أنها أكثر عرضة للأعطال من الأنظمة الميكانيكية التقليدية. 

كما أشارت التحقيقات الأولية إلى أن تصميم المقابض قد يكون سببًا مباشرًا في تعذر فتح أبواب SU7 Ultra أثناء اشتعالها، وهو ما تسبب في تفاقم الكارثة وفقدان السائق حياته قبل وصول فرق الإنقاذ.

تحرك رسمي

تزامن الجدل في الصين مع خطوة مماثلة في الولايات المتحدة، حيث أعلنت هيئة السلامة الوطنية للطرق السريعة (NHTSA) عن فتح تحقيق رسمي في تصميم مقابض سيارات تسلا، بعد حوادث مشابهة واجه فيها المسعفون صعوبة في الوصول إلى الركاب. 

وتضغط جهات عدة على الشركات المصنعة لاعتماد حلول أكثر أمانًا مثل تضمين زر ميكانيكي للطوارئ داخل الأبواب، يتيح فتحها في حال تعطل الأنظمة الكهربائية أو انقطاع الطاقة تمامًا.

من جانبها، تواجه شاومي ضغوطًا متزايدة بعد أن كانت قد استدعت مؤخرًا أكثر من 100 ألف سيارة لتثبيت تحديث هوائي (OTA) يعالج خللًا في نظام القيادة الذاتية عقب حادث سابق مشابه. 

ويبدو أن الشركة، التي دخلت سوق السيارات الكهربائية بقوة وثقة، ستضطر إلى مراجعة فلسفتها التصميمية قبل أن تتعرض لموجة من الانتقادات أو العقوبات التنظيمية المحتملة.

ورغم أن المقابض المدمجة تُعد من أبرز رموز التطور التكنولوجي في تصميم السيارات الحديثة، إلا أن هذا التطور كشف عن مفارقة مؤلمة بين الجمال والأمان، إذ باتت الأناقة أحيانًا عبئًا في المواقف الحرجة التي تتطلب السرعة والعملية قبل أي اعتبار آخر.

ختامًا، يمكن القول إن حادث SU7 Ultra الأخير قد يكون نقطة تحول في عالم تصميم السيارات الذكية، فبينما تواصل الصناعة سعيها نحو مزيد من الأناقة والانسيابية، فإن الحاجة إلى إعادة التوازن بين الشكل والوظيفة باتت ضرورة أخلاقية وتقنية لا يمكن تجاهلها بعد اليوم.