الأحد، 19 أكتوبر 2025

11:44 ص

tru

فيديوهات Sora تثير الجدل وتربك الإنترنت بمشاهد يصعب تصديقها

 فيديوهات الذكاء الاصطناعي Sora أربكت الإنترنت

فيديوهات الذكاء الاصطناعي Sora أربكت الإنترنت

A A

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة حالة من الفوضى البصرية بعد انتشار آلاف الفيديوهات المولدة بالذكاء الاصطناعي عبر نموذج Sora 2 الذي طورته شركة OpenAI، المطورة لنظام ChatGPT، حيث اجتاحت هذه المقاطع الإنترنت بسرعة وأثارت موجة واسعة من الجدل بسبب واقعيتها المفرطة التي جعلت من الصعب على المشاهدين التفرقة بين الحقيقة والمحاكاة الرقمية.

انتشار واسع

بدأت القصة عندما ظهرت مقاطع قصيرة تولدها خوارزميات Sora بدقة عالية، وانتشرت بشكل عشوائي على المنصات الاجتماعية مثل فيسبوك وإكس وإنستجرام وتيك توك، دون إشارة واضحة إلى أنها ليست حقيقية، ما تسبب في تضليل عدد كبير من المستخدمين الذين شاركوا هذه المقاطع معتقدين أنها مشاهد واقعية. 

وقد ساهمت طبيعة الخوارزمية الجديدة في إنتاج تفاصيل دقيقة في الحركة والضوء والظل تجعل الفيديوهات تبدو وكأنها مصوّرة بعدسة كاميرا احترافية وليست ناتجة عن نموذج ذكاء اصطناعي.

ومن بين الفيديوهات التي لاقت انتشارًا واسعًا، مقطع يُظهر دبًا ضخمًا يهاجم طفلًا صغيرًا في فناء المنزل قبل أن تتدخل قطة صغيرة وتهاجم الدب لتُنقذ الطفل في مشهد يصعب تصديقه، بينما يُظهر مقطع آخر رجلًا يستعرض حذاءً مبتكرًا يسمح له بالمشي فوق الماء أمام حشد من الناس، وقد تبيّن لاحقًا أن كلا المقطعين تم توليدهما بالكامل عبر نموذج Sora 2.

أمثلة غريبة

تضمنت القائمة مقاطع أخرى أثارت تفاعلات ضخمة مثل فيديو لكلب ينبح على صاحبته محذرًا إياها من البقاء في مكان معين، لتصدم بعد لحظات سيارة بنفس النقطة، مع تعليقات تزعم أن الكلب تنبأ بالحادث، إلى جانب فيديو لحصان يصعد على درج كهربائي، وتمساح يحاول مهاجمة رضيع في الحديقة، ودب يلعب مع طفل في غرفة المنزل، وهي جميعها أمثلة على مدى تطور النموذج الجديد في خلق مشاهد تجمع بين الخيال والإقناع البصري الكامل.

ورغم الإعجاب الذي أبداه كثير من المستخدمين بقدرة الذكاء الاصطناعي على محاكاة الحياة الواقعية بهذا الشكل المذهل، إلا أن القلق ازداد بشأن الاستخدام غير المسؤول لهذه التقنيات، خاصة مع تزايد صعوبة التحقق من صحة المقاطع المنتشرة عبر الإنترنت، وهو ما قد يؤدي إلى تضليل الجمهور ونشر الشائعات والمعلومات الزائفة بطريقة غير مسبوقة.

رقابة وتحذير

من جانبها، أكدت شركة OpenAI أنها اتخذت إجراءات لضمان تمييز الفيديوهات المنتجة عبر نموذج Sora 2، إذ أضافت علامة مائية تتضمن وجه روبوت صغير وكلمة Sora تظهر بوضوح في زاوية الفيديو، لتوضيح أن المحتوى مولد بالذكاء الاصطناعي. 

وأشارت الشركة إلى أن الهدف من ذلك هو تحقيق توازن بين الابتكار والشفافية، ومنع إساءة استخدام النموذج في نشر مواد مضللة.

ويأتي إطلاق Sora 2 بتحديثات كبيرة مقارنة بالإصدار الأول، حيث تم تحسين جودة الصورة وتطوير معالجة الصوت لتتزامن المؤثرات السمعية مع الحوارات، ما يجعل المقاطع أكثر واقعية وإقناعًا. 

وقد بدأت OpenAI طرح النموذج الجديد في الأول من أكتوبر الجاري، على أن يتوفر مبدئيًا في الولايات المتحدة وكندا قبل التوسع لاحقًا إلى أسواق أخرى حول العالم.

وأوضحت الشركة أن Sora 2 سيكون مجانيًا في مرحلته الأولى مع إتاحة “حدود سخية” للمستخدمين لتجربة إمكانياته، بينما سيحصل مشتركو ChatGPT Pro على النسخة الاحترافية Sora 2 Pro ذات الجودة الأعلى. 

كما تخطط OpenAI لإطلاق واجهة برمجة تطبيقات خاصة بالنموذج خلال الفترة المقبلة لتشجيع المطورين على دمجه في تطبيقاتهم ومنصاتهم.

وبين الإعجاب والخوف، تواصل تقنيات توليد الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي مثل Sora إعادة رسم حدود الواقع الرقمي، لتطرح أسئلة جديدة حول الثقة في المحتوى المرئي وقدرة المجتمعات على التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مصطنع، في وقت تتسارع فيه خطوات التطور التقني بوتيرة تفوق أي رقابة بشرية محتملة.

search

أكثر الكلمات انتشاراً