الثلاثاء، 04 نوفمبر 2025

10:39 ص

أبل تعيد تعريف معالجات الذكاء الاصطناعي بإطلاق شريحة M5 الجديدة

شريحة M5 الجديدة

شريحة M5 الجديدة

A A

قدّمت شركة أبل رسميًا شريحة M5 الجديدة ضمن جهازي MacBook Pro وVision Pro، في خطوة وصفتها الأوساط التقنية بأنها التحول الأبرز في مسار الشركة نحو دمج الذكاء الاصطناعي في منظومتها بشكل أعمق، حيث تأتي الشريحة بتصميم جديد يعتمد على بنية مبتكرة تهدف إلى رفع الأداء والكفاءة في مختلف المهام.

تؤكد أبل أن شريحة M5 تمثل الجيل الأكثر تطورًا من معالجاتها المخصصة، إذ تم تصنيعها بتقنية 3 نانومتر من الجيل الثالث، ما مكّنها من الجمع بين القوة والاستهلاك المنخفض للطاقة، وتضم وحدة معالجة مركزية مكونة من عشر نوى تتوزع بين أربع نوى للأداء وست نوى للكفاءة، لتمنح المستخدمين توازنًا محسوبًا بين السرعة والطاقة.

أداء متفوق

تشير بيانات أبل إلى أن الشريحة الجديدة تحقق تحسنًا بنسبة 15% في الأداء متعدد المهام مقارنة بالجيل السابق M4، كما تفتخر الشركة بأن نواة الأداء في M5 هي الأسرع في العالم، الأمر الذي يعزز كفاءة العمل في تطبيقات الإنتاجية الثقيلة مثل Final Cut Pro وLogic Pro. 

كما ارتفع عرض النطاق الترددي للذاكرة بنسبة 30% ليصل إلى 153 جيجابايت في الثانية، مع دعم ذاكرة موحدة بسعة تصل إلى 32 جيجابايت، ما يمنح الأجهزة الجديدة قدرة أعلى في معالجة البيانات الضخمة.

قفزة في الذكاء الاصطناعي

وضعت أبل الذكاء الاصطناعي في صميم تصميم M5، إذ يحتوي كل نواة من نوى وحدة المعالجة الرسومية على مسرّع عصبي مدمج قادر على تنفيذ العمليات المعقدة المتعلقة بالتعلم الآلي بسرعة غير مسبوقة، وتقول الشركة إن الأداء الحوسبي للذكاء الاصطناعي تضاعف أربع مرات مقارنة بشريحة M4، ما يجعلها الأنسب لتشغيل النماذج اللغوية الضخمة ونماذج الانتشار محليًا دون الحاجة إلى خوادم خارجية.

تؤكد أبل أن هذه الميزة تمنح المستخدمين تحكمًا كاملًا ببياناتهم وتقلل الاعتماد على السحابة، مع تعزيز سرعة استجابة التطبيقات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي مثل برامج التصميم والتوليد النصي. 

وتوفر الشريحة إمكانات تشغيل مستقلة لتطبيقات مثل Draw Things وwebAI، مما يتيح أداءً مباشرًا دون تأخير.

تطور رسومي شامل

في الجانب الرسومي، أعادت أبل تصميم وحدة المعالجة بالكامل لتقديم أداء أقوى بنسبة 45% من الجيل السابق، إذ أدمجت محرك تتبّع الأشعة الجديد الذي يرفع دقة الإضاءة والظلال داخل الألعاب ثلاثية الأبعاد، ويجعل تجربة اللعب أكثر واقعية وسلاسة، كما أضافت الشركة نظام تخزين مؤقت ديناميكي من الجيل الثاني يتيح سرعة أعلى في معالجة الإطارات وتقليل فترات التصيير في المشاريع المعقدة.

وتركّز أبل من خلال M5 على دعم مطوري الألعاب والمصممين الذين يعتمدون على بيئات رسومية كثيفة، حيث تمكنهم من العمل على مشاريع تتطلب قدرات معالجة ضخمة دون المساس باستقرار الأداء أو حرارة الجهاز، وهي خطوة تؤكد التزام الشركة بجعل أجهزتها منصة رئيسية للإبداع الاحترافي.

كما لفتت الشركة إلى أن التكامل بين الشريحة ونظام macOS الجديد سيتيح تحسينات إضافية في كفاءة الطاقة، إذ يمكن للنظام توزيع المهام تلقائيًا بين نوى الأداء والكفاءة بحسب نوع العملية، مما يطيل عمر البطارية ويحافظ على سرعة التشغيل، في حين يستفيد المستخدم من بيئة عمل أكثر انسيابية واستجابة.

ويرى محللون أن إطلاق M5 يؤسس لمرحلة جديدة في توجه أبل نحو الحوسبة المحلية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، إذ ستعتمد الشركة على هذه البنية في الأجيال المقبلة من منتجاتها، خصوصًا أجهزة ماك وآيباد التي تحتاج إلى قدرات تعلم آلي مستقلة، ما يجعلها أكثر تنافسية أمام شركات مثل إنفيديا وكوالكوم.

بهذه الخطوة، تضع أبل نفسها في موقع متقدم ضمن سباق الذكاء الاصطناعي على مستوى العتاد، ليس فقط عبر تسريع المعالجة، بل عبر توفير منصة متكاملة يمكنها تشغيل الذكاء الاصطناعي محليًا، بما يخدم المستخدمين والمطورين في آن واحد، ويعزز ريادة الشركة في مجال الابتكار الحوسبي للسنوات القادمة.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً