شراكة استراتيجية بـ250 مليون دولار تدفع مصر نحو ريادة الحوسبة السحابية

مراكز البيانات
ياسين عبد العزيز
في خطوة تعزز مكانة مصر على خريطة التحول الرقمي العالمي، أعلنت الشركة المصرية للاتصالات عن شراكة استراتيجية مع عملاق التكنولوجيا الصيني هواوي تكنولوجيز، تهدف إلى إنشاء مركز بيانات جديد بتكلفة 250 مليون دولار.
وتأتي هذه الخطوة ضمن رؤية الدولة لجعل مصر مركزًا إقليميًا لمراكز البيانات والخدمات السحابية في الشرق الأوسط وإفريقيا، بما يسهم في دفع الاقتصاد الرقمي وخلق فرص عمل نوعية في سوق يشهد تنافسًا متسارعًا على التكنولوجيا والبنية التحتية الرقمية.
تشير تقديرات البنك الدولي إلى أن كل استثمار بقيمة مليار دولار في مراكز البيانات يخلق نحو 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وهو ما يفسر اندفاع مصر لتوسيع استثماراتها في هذا المجال الواعد، خاصة في ظل تزايد اعتماد الشركات والمؤسسات على خدمات السحابة والتحليلات الضخمة في إدارة أعمالها.
ومع توقيع الشراكة الجديدة، تتوقع “المصرية للاتصالات” أن تتحول إلى بوابة رئيسية لتقديم خدمات الحوسبة السحابية لشركات الاتصالات الإفريقية، ما يعزز حضورها الإقليمي ويدعم تنافسية السوق المحلي.
مركز بيانات جديد
يتضمن المشروع المشترك بين “المصرية للاتصالات” و“هواوي” إنشاء مركز بيانات على أعلى المعايير الدولية للأمن والتقنيات السحابية، بهدف تقديم خدمات متكاملة تشمل استضافة البيانات، والحلول السحابية، ودعم الذكاء الاصطناعي للشركات الناشئة والمؤسسات الكبرى.

ويعد هذا الاستثمار واحدًا من أكبر المشروعات في قطاع التكنولوجيا المصري خلال الأعوام الأخيرة، إذ يمثل نقطة تحول في استراتيجية الدولة للتحول إلى اقتصاد رقمي متكامل.
وفي موازاة ذلك، كشفت مصادر حكومية عن مفاوضات متقدمة مع شركة أمازون ويب سيرفيسز (AWS) لافتتاح أول منطقة خدمات سحابية في شمال إفريقيا عبر مصر، باستثمارات تقدر بنحو 400 مليون دولار خلال ثلاث سنوات، مما يعزز مكانة البلاد كمحور رئيسي في منظومة الحوسبة السحابية العالمية.
نمو إقليمي متسارع
تشير بيانات شركة ريدسيرش المتخصصة إلى أن سوق مراكز البيانات في الشرق الأوسط وإفريقيا يسجل نموًا سنويًا يتجاوز 15%، مع توقع بلوغ حجم الإنفاق الإقليمي أكثر من 23 مليار دولار بحلول عام 2030.
وتسعى مصر إلى اقتناص حصة لا تقل عن 10% من هذا السوق، مستفيدة من موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يربط بين ثلاث قارات، ومن انخفاض تكاليف الطاقة التي تمنحها ميزة تنافسية مقارنة بدول أخرى في المنطقة.
كما تمتلك مصر بنية تحتية قوية في شبكات الألياف الضوئية التي تغطي أكثر من 90% من المدن المصرية، ما يجعلها بيئة مثالية لاستضافة مراكز البيانات العملاقة.
ويرى الخبراء أن هذه المزايا التقنية والاقتصادية تضع القاهرة في موقع متقدم لتصبح مركزًا إقليميًا رائدًا لتخزين ومعالجة البيانات.

تشريعات داعمة
وفي جانب آخر، تعمل الحكومة المصرية على تعزيز الإطار القانوني لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية وضمان حماية البيانات من خلال تطبيق قانون حماية البيانات الشخصية رقم 151 لسنة 2020، الذي يعد أحد الركائز الأساسية في بناء الثقة بين المستثمرين الدوليين والعملاء المحليين.
ويؤكد خبراء التكنولوجيا أن هذا القانون أسهم في تحسين بيئة الأعمال الرقمية داخل البلاد، ورفع مستوى الأمن السيبراني بما يتوافق مع المعايير الأوروبية والعالمية.
ومع توسع الشركات العالمية في خدمات الذكاء الاصطناعي والتحليلات الضخمة للبيانات، تبدو القاهرة مؤهلة بقوة لأن تكون مركزًا محوريًا للحوسبة السحابية في إفريقيا خلال العقد المقبل، خاصة مع تنامي الاستثمارات الحكومية والخاصة في البنية التحتية الرقمية وتوطين التكنولوجيا.
إن الشراكة بين “المصرية للاتصالات” و“هواوي” تمثل أكثر من مجرد استثمار مالي، فهي خطوة استراتيجية نحو بناء مستقبل رقمي مستدام، يعزز قدرة مصر على المنافسة في سوق عالمي يعتمد على المعرفة والابتكار كركيزتين للنمو الاقتصادي.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً