“OpenAI” تعيد تعريف التواصل الرقمي بتحويل ChatGPT إلى منصة اجتماعية

تواصل شركة “OpenAI” تطوير تطبيقها الشهير “ChatGPT” ليصبح أكثر من مجرد روبوت محادثة ذكي، متحولًا تدريجيًا إلى منصة اجتماعية متكاملة تجمع بين قدرات الذكاء الاصطناعي والتفاعل الإنساني المباشر. 

هذه الخطوة تمثل مرحلة جديدة في رؤية الشركة لبناء نظام بيئي رقمي متكامل ينافس عمالقة التكنولوجيا العالميين مثل “جوجل” و“ميتا” و“آبل”.

دمج تطبيقات

أعلنت “OpenAI” مطلع أكتوبر الجاري عن دمج عدد من التطبيقات الشهيرة مباشرة داخل “ChatGPT”، مثل “سبوتيفاي” لخدمات الموسيقى و“كانفا” لتصميم المحتوى، بحيث يمكن للمستخدمين تشغيلها واستخدامها دون الحاجة إلى مغادرة التطبيق. 

هذه الميزة تجعل من “ChatGPT” مركزًا رقميًا موحدًا، يتيح للمستخدم إنجاز المهام المختلفة ضمن واجهة واحدة، ما يسهم في تعزيز تجربة الاستخدام اليومية ويجعل التفاعل مع الذكاء الاصطناعي أكثر انسيابية.

ولا تتوقف طموحات الشركة عند هذا الحد، إذ كشفت عن نيتها إدماج المزيد من التطبيقات خلال الأشهر المقبلة، بما في ذلك أدوات إنتاجية وخدمات بث ومحتوى مرئي، في محاولة لتوسيع نطاق قدرات “ChatGPT” وتحويله إلى منصة تشغيلية متكاملة. 

وبهذا الدمج، تصبح تجربة المستخدم أكثر شمولًا، حيث يمكنه التحدث، التصميم، الإنشاء، والاستماع—all داخل التطبيق ذاته.

تطوير داخلي

وفي إطار تعزيز البنية التحتية لتطبيقها، أطلقت الشركة حزمة التطوير الجديدة “Apps SDK”، التي تتيح للمطورين حول العالم إنشاء تطبيقات ذكاء اصطناعي تعمل داخل “ChatGPT” نفسه. 

وبذلك تدخل “OpenAI” في منافسة مباشرة مع متجري “App Store” و“Google Play”، إذ تسعى لأن تكون منصتها الجديدة بيئة تشغيل مستقلة يمكن عبرها تطوير وتوزيع تطبيقات قائمة على الذكاء الاصطناعي.

هذه الخطوة لا تعكس فقط توسع الشركة في المجال التقني، بل تؤسس لنموذج اقتصادي جديد يعتمد على بناء منظومة تطبيقات ذكية داخلية، تسمح للمبدعين والمطورين بابتكار أدوات متخصصة تتفاعل مباشرة مع المستخدم عبر واجهة “ChatGPT”، دون الحاجة إلى تطبيقات منفصلة أو وسائط إضافية.

تفاعل اجتماعي

وفي الوقت الذي يشهد فيه العالم سباقًا نحو دمج الذكاء الاصطناعي في التواصل الإنساني، كشفت تسريبات تقنية عن اختبار “OpenAI” لميزة جديدة تحمل الاسم الرمزي “Calpico” أو “Calpico Rooms”، وهي خاصية للرسائل المباشرة داخل “ChatGPT”، تتيح للمستخدمين التواصل مع بعضهم بطريقة تشبه محادثات المنصات الاجتماعية. 

وأوضح المهندس “تيبور بلاهو” من موقع “AIPRM.com” أن الميزة ظهرت في النسخة التجريبية من التطبيق على نظام أندرويد، وتشبه إلى حد كبير الدردشات المباشرة في تطبيق “Sora” المتاح لمستخدمي آيفون.

الميزة الجديدة ستسمح للمستخدمين بالتعاون في محادثات جماعية لتبادل الأفكار أو إنشاء الصور أو إجراء أبحاث مشتركة، مع ضمان خصوصية كل مستخدم، فبحسب المعلومات الأولية، لن يتمكن أي طرف من الوصول إلى ذاكرة “ChatGPT” الخاصة بمستخدم آخر، مما يحافظ على الأمان الرقمي داخل المحادثات. 

كما تشير التسريبات إلى أن “OpenAI” تعمل على إضافة ميزة “الروابط الدعوية”، التي ستتيح دعوة مستخدمين جدد إلى المحادثات الجماعية بسهولة، وهو ما يعزز الطابع الاجتماعي للتطبيق ويقربه من مفهوم الشبكات التفاعلية المبنية على الذكاء الاصطناعي.

بهذه التطورات المتسارعة، يبدو أن “OpenAI” تمضي بثقة نحو إعادة صياغة مفهوم التواصل الرقمي، حيث لم يعد التفاعل مع الذكاء الاصطناعي مقتصرًا على طرح الأسئلة أو تلقي الإجابات، بل بات تجربة اجتماعية شاملة تجمع بين التعاون، والإبداع، والمشاركة الفورية. 

ومع هذا التوجه، يُتوقع أن يصبح “ChatGPT” أكثر من مجرد أداة ذكية، ليغدو منصة تواصل اجتماعي قائمة على الذكاء الاصطناعي، تغير شكل التفاعل الإنساني في العصر الرقمي الحديث.