الأربعاء، 22 أكتوبر 2025

01:19 م

tru

هل بلغ ChatGPT ذروة انتشاره؟ تراجع في النمو وتغير سلوك المستخدمين

ChatGPT

ChatGPT

ياسين عبد العزيز

A A

يشهد تطبيق ChatGPT على الهواتف المحمولة مرحلة جديدة من مسيرته، بعد فترة من النمو المتسارع الذي جعل منه أحد أسرع تطبيقات الذكاء الاصطناعي انتشارًا في العالم، إذ كشفت شركة Apptopia المتخصصة في تحليل بيانات التطبيقات أن التطبيق ربما يكون قد بلغ ذروة نموه خلال العام الحالي، مع ملاحظة تباطؤ واضح في معدلات التنزيل وعدد المستخدمين النشطين يوميًا منذ شهر أبريل الماضي، رغم استمرار ارتفاع إجمالي أعداد التثبيتات حول العالم.

تباطؤ واضح

ووفقًا لتقرير Apptopia، فإن نسبة نمو المستخدمين الجدد — والتي تُقاس بتغيرات النسبة المئوية في التنزيلات الجديدة عالميًا — بدأت في الانخفاض منذ الربع الثاني من العام، بينما سجل شهر أكتوبر تراجعًا متوقعًا في معدل التنزيلات بنحو 8.1% مقارنة بالشهر السابق. 

وتوضح الشركة أن هذا التراجع لا يعني انخفاض إجمالي عدد المستخدمين، بل يشير إلى تباطؤ في وتيرة التوسع بعد موجة الاهتمام الكبيرة التي رافقت الإطلاق الأول للتطبيق على الهواتف الذكية.

وأجرت Apptopia تحليلًا إضافيًا حول المستخدمين النشطين يوميًا (DAU)، وخلصت إلى أن الأرقام استقرت خلال الشهر الماضي بعد فترة طويلة من النمو المتواصل، في إشارة إلى أن ChatGPT قد دخل مرحلة النضج السوقي، وهو ما يحدث عادة للتطبيقات التي تنتقل من طور الانتشار السريع إلى طور الاستخدام المستقر بين قاعدة مستخدمين ثابتة.

انخفاض التفاعل

وبحسب التقرير، فإن بيانات السوق الأمريكية تُظهر انخفاضًا واضحًا في تفاعل المستخدمين مع التطبيق، حيث تراجع متوسط الوقت الذي يقضيه المستخدم داخل ChatGPT بنسبة 22.5% منذ يوليو الماضي، بينما انخفض متوسط عدد الجلسات اليومية لكل مستخدم نشط بنسبة 20.7%. 

وتشير هذه الأرقام إلى أن المستخدمين أصبحوا يفتحون التطبيق مرات أقل يوميًا، ويقضون وقتًا أقصر في كل جلسة، رغم أن نسبة الاحتفاظ بالمستخدمين الأساسيين ظلت مستقرة نسبيًا.

ويرى محللون أن هذا السلوك يعكس تحول ChatGPT من تطبيق تجريبي يثير الفضول إلى أداة اعتيادية تُستخدم عند الحاجة فقط، كما أن انخفاض معدلات الاستخدام اليومي لا تعني بالضرورة فقدان الشعبية، بل قد تدل على استقرار التطبيق كجزء من الروتين الرقمي للمستخدمين، تمامًا كما حدث سابقًا مع تطبيقات البحث أو الخرائط التي تظل أساسية رغم انخفاض وقت التفاعل معها.

منافسة متصاعدة

وفي سياق آخر، ترى Apptopia أن التباطؤ في نمو التطبيق لا يمكن فصله عن اشتداد المنافسة، خصوصًا بعد التوسع الكبير لتطبيق Google Gemini الذي حظي بشعبية لافتة عقب إطلاق نموذج الصور الذكي “Nano Banana” في سبتمبر الماضي. 

كما أثرت التغييرات الأخيرة التي أجرتها شركة OpenAI على أداء ChatGPT، خاصة التحديث الذي صدر في أبريل بهدف تقليل ميل النموذج إلى التملق والمجاملات، والذي استُكمل في نسخة GPT-5 الصادرة في أغسطس، حيث وصفه المستخدمون بأنه أقل تفاعلية وإن كان أكثر اتزانًا ودقة.

وتشير Apptopia إلى أن انخفاض مدة استخدام التطبيق بدأ بالفعل قبل بروز Gemini، ما يعني أن التباطؤ يرتبط أيضًا بعوامل داخلية تتعلق بسلوك المستخدمين وتراجع حماس التجربة الأولى. 

ومع ذلك، لا تزال OpenAI تحافظ على قاعدة جماهيرية ضخمة، ويحقق التطبيق ملايين التنزيلات اليومية، ما يجعله من أكثر تطبيقات الذكاء الاصطناعي استقرارًا على مستوى الاستخدام المنتظم.

مرحلة جديدة

ويرى خبراء الصناعة أن ChatGPT ربما يكون قد تجاوز مرحلة “الفضول التقني” التي دفعت الملايين لتجربته في البداية، لينتقل الآن إلى مرحلة الاستخدام الواقعي كأداة عملية يعتمد عليها الأفراد في العمل والتعليم وصناعة المحتوى. 

ويُتوقع أن تعمل OpenAI خلال الفترة المقبلة على تقديم ميزات جديدة أو تطوير استراتيجيات تسويق مبتكرة لإعادة تنشيط نمو المستخدمين، تمامًا كما تفعل الشركات الكبرى عندما تصل تطبيقاتها إلى مرحلة التشبع في السوق.

بهذا، يبدو أن ChatGPT لم يفقد مكانته، بل بدأ رحلة مختلفة من الاستقرار، حيث لم يعد تطبيقًا يُكتشف للمرة الأولى، بل أصبح جزءًا من الأدوات الرقمية الأساسية في حياة الملايين حول العالم، في وقت يتزايد فيه التنافس على ريادة الذكاء الاصطناعي بين الشركات التقنية العملاقة.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً